المعابر الإنسانية الحدودية مع سوريا.. ورقة ضغط “لا أخلاقية” بين أصابع الروس!

by admindiaa

 

*فرات بوست | تقارير ومتابعات 

حذر محللون ومسؤولون في منظمات غير حكومية المشرعين الأمريكيين يوم الأربعاء من أن روسيا قد تتطلع إلى إغلاق آخر ممر إنساني للأمم المتحدة إلى سوريا رداً على تصاعد التوترات مع الغرب بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

تمر أكثر من 1000 شاحنة محملة بالمساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا كل شهر، وتخدم بشكل رئيسي 3.4 مليون شخص يعيشون في إدلب شمال غرب سوريا، وهي واحدة من آخر معاقل الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة وفصائل مسلحة في البلاد.

  • وقال “ستيفان دوجاريك” المتحدث باسم الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام إن قدرة المنظمة على إيصال المساعدات عبر الحدود السورية مع تركيا “ضرورية.”

وأضاف: “نحن بحاجة إلى إيصال المساعدات عبر الحدود وعبر الخطوط. هذه عناصر أساسية بالنسبة لنا لتلبية الاحتياجات الإنسانية لجميع السوريين”.

وقد استخدمت موسكو، الداعم الرئيسي لنظام الأسد المجرم، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، إلى جانب الصين، لإغلاق المعابر في الأردن والعراق وتركيا التي أنشأتها الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين عبر جميع خطوط الصراع.

“تدعي روسيا أن دمشق قادرة على توزيع جميع المساعدات الدولية وأن المعابر في الأراضي التي تسيطر عليها قوات المعارضة تشكل انتهاكاً لسيادة الحكومة.”

قافلة تنقل مساعدات إنسانية تعبر من تركيا إلى سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي في 18 كانون الثاني / يناير 2022 (فرانس برس)

ومن المقرر أن تنتهي تسوية في اللحظة الأخيرة خلال تموز بمجلس الأمن الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي سمحت بتمديد شحنات المساعدات عبر معبر باب الهوى لمدة 12 شهراً هذا الصيف.

في ذلك الوقت، أشاد السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة بالاتفاق ووصفه بأنه “لحظة مهمة” في علاقة البلدين. وجاء التصويت بعد اجتماع قمة في جنيف، حيث ضغط الرئيس الأمريكي “جو بايدن” على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدعم الاقتراح.

‘طريق صعب للغاية’

تراجعت العلاقات منذ ذلك الحين إلى أدنى مستوياتها في حقبة الحرب الباردة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وبينما تتواجه موسكو والغرب  في أوروبا الشرقية، يشعر الكثيرون بالقلق من أن “الكرملين” قد يتطلع إلى الانتقام في سوريا وغيرها من النقاط الساخنة الإقليمية.

وقال “هاردن لانغ” نائب الرئيس لشؤون البرامج والسياسات في المنظمة الدولية للاجئين للمشرعين في مجلس النواب الأمريكي يوم الأربعاء في جلسة استماع للجنة الفرعية حول سوريا” بالنظر الى ما يحدث في أوكرانيا ومشاهدة موقف الروس في مجلس الأمن خلال الأسبوعين الماضيين، أعتقد أنه علينا الاعتراف بأننا في رحلة طويلة، وطريق صعب للغاية”.

الوضع الإنساني في سوريا بعد 11 عاماً من الصراع خطير بشكل متفرد. ووفقاً للأمم المتحدة، يبلغ معدل الفقر 90 في المائة، حيث يعتمد 14.6 مليون شخص على المساعدات الإنسانية.

ومما يزيد الأمور تعقيداً اعتماد سوريا شبه الكامل على روسيا في استيراد القمح. هناك مخاوف من أن الصراع في أوكرانيا، الذي يدفع بالفعل أسعار السلع الأساسية إلى الارتفاع في المنطقة، قد يؤدي إلى تفاقم معدل التضخم في سوريا، الذي وصل إلى 140 في المائة هذا العام.

  • بدأت حكومة نظام الأسد تقنين المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والسكر وزيت الطهي والأرز.

الأوضاع في إدلب أسوأ، حيث يعيش 97 في المائة من السكان في فقر مدقع و 80 في المائة يعتمدون على المساعدات الغذائية يومياً، وفقاً للأمم المتحدة. ما يقرب من مليوني في إدلب نازحون داخلياً ويقيمون في مخيمات مؤقتة أو رسمية للاجئين.

مواد ذات صلة: 

المبعوث الخاص للأمم المتحدة: “يجب تمديد مدة آلية المساعدات السورية لإنقاذ ملايين الأرواح”

وهناك أيضاً قلق من أن أي وقف للمساعدات قد يثير أزمة لاجئين أخرى على طول الحدود التركية، ومن المحتمل أن تمتد إلى أوروبا.

 سألت النائبة الديمقراطية “كاثي مانينغ” في جلسة الأربعاء. «بافتراض أن روسيا ستستخدم حق النقض ضد آلية المساعدة عبر الحدود، كيف يبدو النظام البديل لتقديم المساعدات؟»

سوريون في مخيمات النازحين بانتظار تلقي المساعدات الغذائية (الصورة-وكالة الأناضول)


«استنزاف وسرقة الملايين»

تبحث وكالات الإغاثة والحكومات الأجنبية في تدابير للحفاظ على تدفق المساعدات. وقالت “جمانة قدور“، رئيسة مشروع سوريا في المجلس الأطلسي، للمشرعين إن «هناك طريقة بالتأكيد للمرور عبر تركيا»، لكنها حذرت من أنه سيكون من الصعب على المنظمات المحلية مطابقة قدرات الأمم المتحدة.

يناقش المانحون طرق إنشاء صندوق مشترك خاص بهم ليحل محل الصندوق الحالي الذي تديره الأمم المتحدة، ويبحثون أيضاً عن وسائل لتنسيق الإجراءات على الأرض. لكن العديد من منظمات الإغاثة معرضة بدورها لخطر فقدان تمويلها إذا لم يتم تجديد تفويض الأمم المتحدة.

أشخاص يدخلون خيمة تحولت إلى مركز تلقيح في مخيم للنازحين بالقرب من بلدة معرة مصرين في إدلب شمال غرب سوريا، 14 حزيران 2021 (وكالة الصحافة الفرنسية).

قد يحاول نظام الأسد وداعموه الروس استغلال الإغلاق المحتمل لمعبر باب الهوى لزيادة سيطرتهم على تدفقات المساعدات وتعزيز سلطة “حكومة الأسد” في سوريا.

قال عضو الكونغرس الديمقراطي “تيد دويتش” رئيس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب بشأن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومكافحة الإرهاب العالمي إنه من المهم بالنسبة للولايات المتحدة منع الأسد من زيادة الاستفادة عبر المساعدات.

وأضاف أن “نظام الأسد يتلاعب بالمساعدات منذ أكثر من عشر سنوات، ويستنزف ملايين الدولارات من المانحين الدوليين والمنظمات الإنسانية من خلال حجب المساعدات عن المعارضين، وتوجيهها إلى الحلفاء، والانخراط في التلاعب بالعملة”.

وكشف تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن نشر العام الماضي أن حكومة الأسد سرقت ملايين الدولارات من المساعدات الدولية من خلال التلاعب بسعر صرف العملة في البلاد.

  • وفقاً للتقرير، سرق نظام الأسد، “51 سنتاً” من كل دولار مساعدات دولية تنفق داخل سوريا في عام 2020.

 


 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy