الرقة ساحة اقتتال بين فصائل “قسد”.. والتحالف الدولي يتدخل

شهدت مدينة الرقة مساء أمس الأحد اشتباكات عنيفة بين “وحدات حماية الشعب” الكردية و”لواء ثوار الرقة”، إثر اعتقال عبدالله الحلو الملقب “أبو حيدر”، أحد قادة الأخير الميدانيين، إضافة إلى مقتل عنصر أمام أحد حواجز “الوحدات” شمال شرق المدينة منذ أيام.
وتزامنت هذه الاشتباكات التي تركزت بالقرب من دوار البتاني، مع خروج تظاهرة في حي الرميلة شمال شرق المدينة، تطالب فيها بخروج عناصر “الوحدات” من المدينة، بسبب ما وصفوها بـ”التجاوزات والممارسات” المرتكبة بحق المدنيين.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها “فرات بوست”، إلى أن التحالف الدولي ضد “تنظيم الدولة”، سارع إلى التدخل لفض النزاع بين الفصيلين اللذين يقاتلان تحت راية “قسد”، وأن اجتماعاً يعقد في ساعات فجر اليوم الاثنين لهذا الهدف، ويحضره “أبو عيسى” القائد الميداني في “ثوار الرقة”، بينما يمثل “الوحدات”، أبو جاسم الكردي.
ويعقد هذا الاجتماع، وسط أنباء عن تحشيدات كبيرة يقوم بها الطرفين، إضافة إلى فرض “الوحدات” الكردية حظر تجوال بعد خروج احتجاجات ضدها، كما أطلق “لواء ثوار الرقة” دعوات للأهالي تطالبهم بالوقوف إلى جانبه لصد “هجوم مرتقب” من قبل المقاتلين الأكراد.
يذكر بأن “لواء ثوار الرقة”، وهو تشكيل عسكري من المقاتلين العرب منضوٍ في “قسد”، يعد من أقدم حلفاء “الوحدات الكردية”، وكان له دور في طرد النظام من الرقة في مارس/ آذار 2013، قبل سيطرة “تنظيم الدولة” على المدينة، ليخرج بعدها إلى بلدة صرين ثم عين العرب وليساهم في تشكيل “غرفة عمليات بركان الفرات”.
ومع سيطرة عمليات “بركان الفرات” عام 20155 على مدينة تل أبيض، ظهر الخلاف بين “ثوار الرقة”، والمقاتلين الأكراد، عقب إعلان “الإدارة الذاتية” الكردية ضم المدينة إلى مقاطعة كوباني.
ويرى مراقبون للوضع الميداني، بأن الخلافات بين المقاتلين العرب والأكراد داخل “قسد” التي تأسست نهاية عام 2015، يمكن أن تتصاعد في الرقة، وكذلك في ريف دير الزور، لأسباب عدة، ومن بينها وجود فجوة كبيرة في أهداف الفصائل العربية داخله، مع الفصيل الكردي المهيمن الأكبر على هذا التشكيل العسكري، ورغبة الأخير في توسيع سطوته على بقية الفصائل المنضوية في “قسد”، والقضاء على أي منافس له.