“الثقب الأسود”.. بين عائلة الأسد وولاية الفقيه!

by admindiaa

 

  • الضفة الثانية والثمانون

أحمد بغدادي

عمدت الدول الإستعمارية منذ وجودها في منطقة الشرق الأوسط إلى تنصيب دكتاتوريات وأنظمة شمولية تخدم مصالحها، وخاصةً تلك الدول الكبرى، كبريطانيا وفرنسا وأمريكا. إذ قسمت المنطقة بعد انهيار الدولة العثمانية إلى جغرافيات (حصص) بحسب الأولويات والمصالح. وتغذّت تلك الدول المهيمنة على دماء الشعوب، عبر الأنظمة الوظيفية، التي كانت الشريان الاقتصادي والسياسي لها، علاوة على أنها – أي الأنظمة المستبدة، تكافح لأجل البقاء في سدّة الحُكم، حتى لو كان ذلك على حساب شعوبها، وتطوّر بلادها!

جاء النظام السوري (البعثي) بعد موجة من الدماء، والانقلابات العسكرية، بمباركة غربية، وصهيونية.. حيث خدم هذا النظام مصالح ما تسمى “إسرائيل”، بعد أن تنازل عن هضبة الجولان بمسرحية مكشوفة، مقابل أموال طائلة، فضلاً عن الوعود المقطوعة لحافظ الأسد باستمرار حكمه، وتوطيده لعقود، عقب التنازع والصراعات الداخلية، (العسكرية والشعبية) ضده!

وكان للأسد الأب، الدور الرئيس في المنطقة، وخاصةً إبان الصراع اللبناني الفلسطيني “الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975” والتي انتهت بموجب ما يسمى “اتفاق الطائف 1989، الذي عقد ليوقف الصراع، بعد أن تدخل جيش الأسد وانتشر في لبنان، وشرعَ بقتل الفلسطينيين بمساعدة الموارنة المسيحيين والجيش اللبناني. وكانت أشهر مجزرة له هي حصاره لمخيم تل الزعتر وقتله لثلاثة آلاف فلسطيني، وتدمير المخيم؛ وذلك كان بعين راضية من قبل الإسرائيليين، وبالتنسيق وقتها بين حافظ الأسد ووزير الدفاع الصهيوني “شمعون بيريز” وتعاون قوات الكتائب المارونية.

أما بالنسبة لمشروع ولاية الفقيه، فنحن نشاهد حجم الخراب والدموية المفرطة، منذ إن جاء العميل “الخميني” على متن طائرة فرنسية؛ حل الدمار في الداخل الإيراني، وبالأخص داخل الأحواز العربية المحتلة، وباقي دول الجوار، مع استنهاض الهمم الرخيصة والمستكلبة ضد العراق، والوصاية على لبنان.. وبالتالي، نرى الآن ما يحدث في سورية واليمن، والتهديد المباشر من قبل شيعة البحرين والكويت والسعودية، لأهل السنة هناك! وإن كان الأمر يقتصر على الأنظمة الخليجية الموضوعة والعميلة، لقلنا: دعمهم يتطاحنون ويعقرون بعضهم بعضاً، لكن الهدف هو تفكيك النسيج الاجتماعي للشعوب العربية والمسلمة، أما الأنظمة فهي بمنأى عن الصراع وفي حماية الغرب.

وبالعودة إلى النظام السوري – بشقيه، الأب والوريث، لا شيء يفي بالتشبيه غير أنهما كالثقب الأسود، يبتلعان كل الحركات المقاومة الحرة، ويواريان كل نهضة وتطوّر، ويعملان على تجهيل الأمة، ومحاربة الوعي؛ وكل هذا أيضاً منوطٌ بالنظام الثيوقراطي الإيراني، وغيرهما من أنظمة مستبدة في العالم العربي خاصةً. فهم يعملون على قتل البذرة الحرّة في أفئدة الشعوب، وسحق كل كلمة حرة، ورأي مغاير يطالب بالتحرر والخلاص من الاستبداد.

إذن؛ من المستحيل أن نرتق هذا الثقب الأسود إلا بتوحّد الشعوب، ورأب الشرخ الواسع في العقول، وذلك بالوعي والثقافة، والتآخي.. فحتى لو اجتمعت كل القوى الاستعمارية وضباع العالم، لن يستطيع أحد أن يثني ذراع أمة على كلمة واحدة.. وهي تصدح بالحرية ووأد الأنظمة الوظيفية وطرد الاحتلال والعبودية!


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy