“الأسد” أو نحرق البلد..!

by admindiaa

 

  • الضفّة السابعة والخمسون

 

*أحمد بغدادي

***

لم تأتِ هذه العبارة؛ “الأسد أو نحرق البلد” من فراغ، ولم تخرج عن لسان “شبّيح قذر”، أو مرتزق من الميليشيات الطائفية التي جاءت إلى سورية لتستعيد أمجاد الإبالسة الآدميين! بل إنها جاءت بشكل مخفٍ منذ أربعة عقود ونيف، منذ اغتصاب “حافظ الأسد” السلطة، واحتكارها بالدم والنار والحديد لحساب عائلته وأقربائه. ثمّ إن فعل حرق البلد لم يبدأ بعد عام 2011، حين انطلقت الثورة السورية ضد الطاغية الوريث؛ فسوريا كانت رهناً للحريق والدمار على كافة الأصعدة منذ إعلان “الأسد الأب” حركته التخريبية عام 1970، وأخذت تنحدرُ نحو الأسفل والهاوية عقب ذلك، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، وذلك ناتج حُكم هذه العائلة الصهيونية.

 

 

احترق البلد…! نعم أيها السادة اللئام، ولم يبقَ من سورية سوى حجارة وأنقاض، شاهدةً على إرث حزب البعث، ونسل “أنيسة مخلوف القذر“!

 في عالم الدعاية والإعلان، أو التسويق البصري والسمعي، عندما يتم ترويج عمل ما، أوبضاعة معيّنة، أو حتى تدليس معلومة مُختلقة، وحشرها عنوةً في غير مكانها، يبدأ التركيز على هذا الهدف من خلال تكراره بشكل غير مباشر أو مباشر، عبر كل الوسائل الإعلامية؛ وكما نعرف، أن الإعلام له دور كبير وتأثير مزمن على الناس، وهذا ما عملت عليه بعض القوى العالمية عقب الحرب العالمية الثانية، لزرع أفكار ومعتقدات ليست صحيحة وزائفة، وعلى سبيل المثال: التركيز على “محرقة اليهود – الهولوكوست” ، وهيكل سليمان، وادعاءات الغرب وخاصةً أمريكا  بأنهم أرباب الديمقراطية والسلام، وتجد وراء كل كلمة “سلام” مجزرة، أو إبادة جماعية، ابتداءً من أربعة عشرة دولة إفريقية  عانت من الاحتلال الفرنسي، ووصولاً إلى مجازر بريطانيا حول العالم، وأمريكا عقب مجازرها بحق الهنود الحمر قديماً، جاءت بمذابح ودمار خلال العصر الحديث في أفغانستان والعراق، وساعدت كعنصر أساسي على تدمير سوريا واليمن ولبنان وليبيا… وإلخ؛ الحديث يطول عن ابنة الشيطان.

إذن؛ تستخدم القوى الاستبدادية والمجرمة شعارات مستدامة، منها برّاقة وطنّانة، وباطنها مؤامرات، أي كمن يدسّ السمَّ في العسل، ومنها كما لدينا في الشرق الأوسط، أو بلاد النكبات والقوى الخلبية والسلاطين والملوك والرؤساء الذكور، تكون شعارات لتمجيد الوطن والشعوب، وبالتالي، تُحرق الشعوب والوطن من قبل هؤلاء العملاء (الحكّام)، تنفيذاً لأجندات أسيادهم في الغرب وتل أبيب، إضافةً لديمومة مؤخراتهم المترهلة على الكراسي والعروش!

خرجت عبارة “الأسد أو نحرق البلد” من مستنقع المخابرات السورية، ولم تكن وليدة مصادفة، فهي دون أن ينطق بها أحد، تُنفّذ بشكل ممنهج وأتوماتيكي، فتركيبة هذا النظام الاستبدادي لا تسمح له بالتنازل، أو المرونة مع مطالب الجماهير، فهذه العائلة ونظامها القاتل غير معنيين بالتغيير أو الإصلاح، الاقتصادي والسياسي، فجلّ ما يفهمه النظام السوري هو السيطرة بالقوة، والنهب، وتصفية وتدمير كل من يقول له “لا”.

وها نحن الآن في عام 2020، أي بعد مضي تسع سنوات عجاف على الانتفاضة الشعبية ضد الطاغية  الموتور، فعلاً، تم تنفيذ ما صاح به “كلاب الأسد“، وقد تدمّر البلد، وتم تحريقه، وعلاوة على تدمير الشعب السوري وتهجيره وقتله، تنازل الطاغية القزم بشار مرغوماً عن باقي مقدّرات سوريا، والمناطق الاستراتيجية للاحتلالين الروسي والإيراني، ظنّاً منه أن ذلك سوف يبقيه على سدة الحُكم، رغم يقينه التام أنه عبارة  عن جرو صغير تتقاذفه الأحذية والركلات، وليس لديه أي قرار فعلي داخل سوريا وخارجها.

  • سوف تكون نهاية هذا الطاغية أمثولة وعبرة تاريخية، ولن يحظى عبر الأجيال الحالية والقادمة إلا باللعنات والشتائم، عليه وعلى عائلته العميلة التي تكاثرت بالسِفاح.

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy