إعلام داعش وتحليل إصداراته الأخيرة

by admindiaa


خاص – فرات بوست
بعد أن كانت الناحية الإعلامية العنصر الأقوى عند التنظيم الإرهابي المتطرف ، والتي وصفت بالهوليودية ، بدأت تفتقد القدرة على الغواية وشد الانتباه و القدرة على التأثير ، كما كانت أيام (أبو محمد العدناني : طه صبحي فلاحة) فقد بدا واضحا للمختصين بالشأن الاعلامي مدى تراجع القوة الإعلامية لإصدارات تنظيم داعش الأخيرة المترهلة والضعيفة ، فهي : لا تمتلك الأحداث العميقة والأناشيد الحماسية الجديدة ، والصورة المباشرة أصبحت تخضع للتحريف والفبركة الملاحظة من قبل المشاهد، وأحيانا يتم تكرار المشاهد نفسها، بالإضافة إلى أن هذه الإصدارات بدأت تتناسى موضوع العقيدة والمنهج ، الذي لطالما تغنت به ‏! منذ بدأ معركة الموصل في 2016 وحتى اليوم، أصدرت داعش حوالي 19 إصدارا فقط في الموصل، افتخرت في أغلبها بعمليات التصوير الجوي وبالمونتاج الذي يبدو محترفا ،والشيء المشترك بين هذه الإصدارات هو شن الهجوم الكبير ضد علماء السنة في السعودية ومصر. ‏
هذه الإصدارات أظهرت الانتحاري الداعشي من كل الفئات العمرية ، وهو يدافع بشراسة عن خلافتهم المزعومة ، ويقبل على الموت بلا خوف أو إحساس ولقد نشرت داعش في الأشهر الأخيرة صورا لأكثر من 25 قتيلا ، من إعلاميي التنظيم في سورية والعراق ، وهي تفتخر بهذا الإعلامي الإرهابي الذي حرض ضد الكل ، وشجع على الإعدامات بحق الأبرياء والأسرى لدى التنظيم ،وهو لم يعرف في حقبة الداعش ، إذ لم يسبق لداعش الاعتراف بهذا الكم من مخضرميه الإعلاميين ‏، كما أن الإصدارات الأخيرة هاجمت أهل السنة الذين وصفتهم داعش ب ” القاعدين ” عن نصرتهم والانضمام إليهم ،وأخذت تحكم عليهم بالنفاق ، وتفتي بجواز قتلهم وعدم التورع في استهدافهم بالقنابل والمفخخات الانتقامية ، والسعي لجعلهم دروعا بشرية لتحقيق أهدافهم في حرب المدن المغلقة ، كما يحصل في الموصل وقبلها في مدينة الباب في ريف حلب ، والفلوجة أيضا ‏ . كما أن هذه الإصدارات لم تخل من أحكام التكفير والتفسيق ، بحق كل من يخالفهم أو من لا يؤمن بخليفتهم المزعوم البغدادي ، أو من يسبه أو ينتقده ، رغم أنهم لم ولن يروه .
أظهرت هذه الإصدارات مجموعة من الخطباء الجاهلين وطلاب العلم المبتدئين ، وأعطتهم المجال والحرية لشتم علماء الدين المعتدلين الوسطيين ، ووصفهم بما يخطر على بالهم من ألفاظ سيئة ، كما أن أكثر هذه الإصدارات ، هاجمت تركيا ،ولأول مرة تهاجم داعش إيران بإصدار كامل ، وتشجع خلاياها النائمة على القيام بعمليات إرهابية داخل إيران. هذه الإصدارات لم تحترم العادات والقيم والتقاليد الخاصة بالجغرافية التي تحتلها ولا ثقافتهم ، ولاتستحي من مهاجمة التقاليد بوصفها أنها من الجاهلية المحرمة ،فضلا عن مهاجمة وتشويه مظاهر التسامح والتعايش ووصمها بالنفاق ،بل تعدى الأمر إلى محاولة إثارة الفتنة بين أبناء المنطقة بإقحامهم في إصدار تظهر فيها إعدامات لأشخاص معروفين في مناطقهم .
يبدو أن القوة الإعلامية لداعش بدأت بالانهيار ،ولو كان ضمنيا ورغم كثرة الإصدارات ، إلا أن هذا سيزيدها تخبطا وحيرة ، في ظل الضغط الهائل من التحالف الدولي .

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy