“إسرائيل”.. ثقب أسود لأنظمة الخليج أم “بالُوعة” استراتيجية؟

by admindiaa

 

  • الضفّة السادسة والستون

 

*أحمد بغدادي

بعد فرحة أبناء زايد وإعلامهم “الميتافيزيقي” بإعلان الزواج السري للعالم، مع الكيان الصهيوني، وارتخاء خصيتي ملك السعودية، وتدلي شدقيْ ولي عهده، الصبي الأرعن، محمد بن سلمان؛ جاء الحدث الآخر، وهو ليس بالمفاجئ، طبعاً، الذي تمثّل في انضمام “بقعة  الزيت” الجغرافية (البحرين) إلى حافلة الأبالسة، التي تتجه نحو الهاوية، حاملةً معها العباءات والكروش والأشداق، والتاريخ العفن لهؤلاء الخونة.

 وما يزيدنا سعادة أكثر، أن هذه البيادق بدأت بالسقوط، بيدقاً تلو بيدق، ولا شكّ بتاتاً أنهم متجهون أيضاً إلى المذبح، كالنعاج.. حيث إنهم لا يدركون مخطط الصهيونية العالمية، وخاصةً في الشرق الأوسط، وما تسمى بدول الخليج، لذلك، سوف يرون قريباً على  ماذا  كانوا يراهنون دون شعوبهم، ولا تعليل في الماضي، وآنٍ، يكفّر فعلتهم هذه.

 

فما وضعه الصهاينة للمنطقة لا يقتصر على احتلال فلسطين، من الناحية العقائدية، ومزاعم الهيكل وعودة الموروث الديني اليهودي، إنما فلسطين تعتبر مكاناً جغرافياً استعمرته عصابات يهودية أبرزها من “البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن”، والمتطوعين اليهود الذين استُقدموا من خارج حدود الانتداب البريطاني على الأراضي الفلسطينية. وفي الحقيقة، لم يكن هنالك فارق لدى اليهود لو أنهم احتلوا “أوغندا” بديلاً عن فلسطين،  بحسب مخطط وزير المستعمرات البريطاني جوزيف تشامبرلين، للمنظمة الصهيونية بقيادة “تيودور هرتزل” عام 1903.  لكن،  الأدهى، والذي ضاعف حظَ اليهود والصهاينة أكثر من مرة باحتلال فلسطين، هو تخاذل وتآمر حكّام الحجاز، وبعض القادة العسكريين التابعين للأردن ومصر وآل سعود عام 1948، وتسديدهم طعنات نجلاء في كبد الأمة العريبة والإسلامية، عندما ساعدوا وصمتوا على هذا الجريمة التاريخية بحق الشعب الفلسطيني.

إذن؛ فلسطين هي حجر الأساس لمخطط الصهاينة، ويلي ذلك، تدمير الأمة العربية والإسلامية، بالشرق الأوسط، ابتداءً من تعيين وتنصيب حُكّام عملاء على الشعوب العربية، (موظفون)، وانتهاءً بما نشاهده الآن من كسر شوكة الشعوب، وتدمير النسيج الاجتماعي وتشريد ملايين الناس وقتلهم؛ وذلك تمثل في احتلال العراق وتدميره ومنحه كهدية للفُرس وأصحاب العمائم في إيران، حتماً كان ذلك بمباركة عربية وخليجية حصراً.

وجاء عقب العراق، سورية، التي  أذاقها “حافظ الأسد” وجروه بشار، الأمرّين، وجرفوها مع أزلامهم نحو التجهيل والفقر، رغم كل الثروات الباطنية والعقول النيّرة والإمكانيات العظيمة لدى  الشعب السوري.

 

أما اليمن له حصة الخاسرين دائماً، وجاء تمزيق لبنان، الممزّق بشكل بديهي منذ استحداثه بعد “سايكس بيكو”، ودفن مصر تحت غياهب الجوع والتفقير والإذلال بأدوات رخيصة تتجسّد بحكم العسكر، وعميلهم التافه “السيسي”!

كل هذه العوامل التاريخية والمعاصرة الآن، إن كانت تشي إلى شيء، فهو شيء واحد، ليس غيره، وهو عمالة هؤلاء، أصحاب العباءات برفقة زعماء ربطات العنق والرؤوس المستطيلة، أمثال حافظ الأسد وجمال عبد الناصر، اللذين كانا هما الأفعى ذات الرأسين، التي لدغت الأمة العربية والإسلامية، وشجّعت كلاب الخليج (الأنظمة) لعقر القضايا السامية والشعوب، واتباع أسيادها في الغرب وتل أبيب!

لن تكون “إسرائيل” صديقة لهذه الأنظمة والشعوب كما يدّعي سَدَنة “الدجال” من أمراء وملوك الخليج، أو سيدة سلام  ولاهثة  نحو  الاستقرار، بل هي كما يعرف أصغر طفل عربي وفلسطيني”سمٌ زعاف ونقيع“، وبدورها لن ترحم هؤلاء الخونة، وسنرى كيف يتصورون أشكالهم بعد صحوة شعوبهم “الخليجية” عليهم، لطمرهم تحت روث البقر والخراف.. هذا إن لم يتصيّروا إلى قرابين، ونفايات لن يعاد تدويرها.

 

*حكَام البحرين .. الإمارات .. السعودية.. الكويت.. وباقي المستعرات الخليجية البريطانية والأمريكية، لن يقدّموا أو يؤخروا إن ذهبوا إلى أحضان الصهاينة؛ فهم منذ بداياتهم، جاؤوا من نسلٍ خائن وعميل، والكلمة الفيصل هي للشعوب الحرّة.

 


 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy