*فرات بوست: تقارير ومتابعات 

قال الرئيس رجب طيب أردوغان أول أمس، إن بلاده ستبدأ سلسلة من الاجتماعات والخطوات بين تركيا وروسيا وسوريا، فيما تبحث أنقرة ودمشق إعادة العلاقات بعد سنوات من التوترات.

حتى الآن، نريد أن نتخذ خطوة ثلاثية مثل سوريا وتركيا وروسيا. لهذا، يجب أن تجتمع منظماتنا الاستخباراتية أولاً، ثم وزراء دفاعنا وخارجيتنا. بعد اجتماعاتهم، يمكننا أن نجتمع كقادة. عرضت هذا الخيار على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال أردوغان للصحفيين العائدين من تركمانستان “لقد نظر إليها أيضاً بشكل إيجابي“.

• وأضاف “بالتالي سنبدأ سلسلة من المفاوضات”.

وأكد أردوغان كذلك أن تركيا لن تسعى للحصول على إذن من أي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، للتحدث مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وأضاف: “العامل الحاسم في الخطوات التي يتعين اتخاذها فيما يتعلق بسوريا سيكون مصالحنا الوطنية“. وقال إنه يمكن اتخاذ خطوات في مجالات التعاون ضد المنظمات الإرهابية وكذلك المناطق الآمنة.

خطوات نحو دمشق بوساطة روسية  

قال أردوغان في وقت سابق إنه قد يجتمع مع الأسد عندما يحين الوقت المناسب، مما يعزز الخطوات المبدئية الأخيرة لاستعادة العلاقات بين الجانبين في حرب جارته الجنوبية.

ومن شأن أي تطبيع بين أنقرة ودمشق أن يعيد تشكيل الحرب السورية المستمرة منذ عقد من الزمن. وكان الدعم التركي حيوياً للحفاظ على المعارضة السورية المعتدلة في آخر موطئ قدم إقليمي كبير لها في الشمال الغربي بعد أن هزم الأسد “خصومه” في بقية أنحاء البلاد، بمساعدة روسيا وإيران.

وسلط الرئيس الضوء على أن هناك قضية أخرى ذات أهمية وهي التهديدات والاستفزازات المتزايدة للمنظمات الإرهابية في شمال سوريا.

وقال: “لدينا قرارات من اتفاق سوتشي وأستانا” ، في إشارة إلى هدف أنقرة لإنشاء منطقة آمنة، وسحب الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وحدات حماية الشعب ، على بعد 30 كيلومترا (19 ميلاً) جنوب الحدود التركية السورية.

وقال أردوغان “تنسيقنا مع روسيا في سوريا ليس جديداً” وأضاف أن عملية تركيا البرية المحتملة في شمال سوريا نوقشت بين البلدين.

في الآونة الأخيرة، أطلقت تركيا عملية “المخلب السيف“، وهي حملة جوية عبر الحدود ضد جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وجناحها السوري، وحدات حماية الشعب، التي لديها مخابئ غير قانونية عبر الحدود العراقية والسورية حيث يخططون لشن هجمات على الأراضي التركية.

وجاءت العملية الجوية في البلاد في أعقاب هجوم إرهابي شنه حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في 13 تشرين الثاني/نوفمبر على شارع الاستقلال المزدحم في إسطنبول وأسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين.

وبعد إطلاق العملية الجوية، أشار الرئيس رجب طيب أردوغان أيضاً إلى عملية برية إلى شمال العراق وشمال سوريا للقضاء على التهديد الإرهابي، مضيفاً: “هذا لا يقتصر على مجرد عملية جوية“.

وحدد الرئيس مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب (المعروفة أيضاً باسم كوباني) التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب في شمال سوريا كأهداف محتملة لتطهيرها من الإرهابيين.

تقع تل رفعت على بعد 15 كيلومترا (9 أميال) جنوب الحدود مع تركيا. يسيطر حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب على المدينة والقرى المحيطة بها، وتتواجد القوات الروسية في المنطقة. يسيطر “الجيش الوطني السوري” على المناطق المحيطة بتل رفعت من الشمال، بينما تسيطر القوات السورية المدعومة من روسيا على مناطق معظمها في الجنوب.

تنتشر القوات الروسية في بعض المناطق الحدودية التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب في شمال سوريا بعد اتفاق عام 2019 الذي سعى إلى تجنب تهديد العملية التركية السابقة.

كما أكد أردوغان أن قوات التحالف المكونة من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة موجودة على الساحة السورية.

وأوضح الرئيس أن قوات التحالف تدعم وحدات حماية الشعب في حين أن حقول النفط هي عامل آخر يستفيد منه التنظيم الإرهابي.

• وأضاف “لقد اتخذنا جميع أنواع الخطوات نحو مصافيها وآبار النفط وما إلى ذلك”.

لكننا ندعو الولايات المتحدة أيضاً ونقول إنكم إذا واصلتم تزويد المنظمة الإرهابية بشاحنات من الأسلحة والذخيرة والمركبات والمعدات، فعندئذ سنأخذ الأمور بأيدينا”.

خريطة السيطرة في محيط دير الزور وموقع حقل “كونيكو” للغاز شمال شرقي المدينة -الصورة أرشيف.

حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية مصنفة في الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي. وقد أدى دعم واشنطن لفرعها السوري، وحدات حماية الشعب، إلى توتر كبير في العلاقات الثنائية مع أنقرة.

دخلت الولايات المتحدة في شراكة أساسية مع وحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا لمحاربة جماعة “تنظيم الدولة” الإرهابية. من ناحية أخرى، عارضت تركيا بشدة وجود وحدات حماية الشعب الإرهابية في شمال سوريا. لطالما اعترضت أنقرة على دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب، وهي جماعة تهدد تركيا وترهب السكان المحليين، وتقوم على اعتقال النازحين بذرائع عديدة كاذبة.

وتحت حجة محاربة تنظيم، قدمت الولايات المتحدة تدريباً عسكرياً وشاحنات محملة بالدعم العسكري لإرهابيي وحدات حماية الشعب، على الرغم من المخاوف الأمنية لحليفتها في الناتو.

التنافس على حقول النفط

اتهم نظام الأسد يوم الأربعاء الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب ب “سرقة” النفط والغاز الطبيعي في البلاد، مدعياً أن إجمالي خسائره في مجال الطاقة بلغ 111.9 مليار دولار.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية التابعة لنظام الأسد (سانا) إن “وزارة الخارجية والمغتربين أكدت أن قوات الاحتلال الأمريكية والميليشيات التابعة لها تواصل نهبها المنهجي للنفط والقمح السوري وغيرها من الموارد الوطنية والحيوية الرئيسية” ، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب/حزب العمال الكردستاني.

نظام الأسد يتهم واشنطن بسرقة النفط السوري، في حين استولى هو لمدة 40 عاماً على ثروات سوريا ومنها النفط والغازـ الصورة وكالات. 

وزعم النظام أن خسائره المباشرة بسبب الهجمات في مناطق النفط والغاز الطبيعي والتعدين بلغت 25.9 مليار دولار، في حين تجاوزت الخسائر “غير المباشرة” بسبب تعطل الإنتاج في المنطقة 86 مليار دولار، حسبما ذكرت الوكالة، نقلاً عن الوزارة.

• كما دعا النظام الأمم المتحدة إلى ضمان التعويض عن هذه “الانتهاكات”ً

ويسيطر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب على جزء كبير من شمال شرق سوريا منذ انسحاب قوات الأسد في 2012.

المناطق التي تحتلها الجماعة الإرهابية في محافظتي دير الزور والحسكة لديها أغنى موارد الطاقة في سوريا من حيث النفط والغاز الطبيعي. لا يزال حلفاء الولايات المتحدة “الأكراد” يحتلون أكثر من 70٪ من موارد النفط في سوريا.

وفي حين استولت “قسد” ووحدات حماية الشعب على حقل كونيكو للغاز، وهو أكبر منشأة للغاز في ريف دير الزور الشمالي الشرقي في 23 أيلول/سبتمبر 2017، احتلت أيضاً أكبر حقل نفطي في سوريا، العمر، في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2017.

• وتخضع مصافي النفط في البلاد لسيطرة قوات النظام.