أبو بكر البغدادي والشجعان الثلاثة

by admindiaa

 

 

  • الضفة الخامسة عشرة

 

“المنافق الحقيقي هو الذي لا يُدرَك خِداعُه لأنه يكذب بصدق.”

 أندريه جيد / كاتب فرنسي 1951-1869) (

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

*أحمد بغدادي

 

يبدو أن ثماني عشرة دقيقة التي خرج عبرها ما يسمى ” أبي بكر البغدادي” كان يظنّها الأخير أنها سوف تهز كيان البشرية، وخاصة الدول الغربية وغيرها من الدول التي ذكرها عبر هذا التسجيل الفنتازي.

حيث جلس شيخ الإرهاب بلحيته النحاسية الصدئة وكأنه يحاكي ملامح وأسلوب بغل الاستخبارات (أسامة بن لادن) الذي استخدمه الأمريكان والروس لفترات طويلة، ثم (نحروه) وقاموا برمي جثته في البحر على حدّ زعم مخرجي هوليوود في البنتاغون!

 فمن يدقق جيداً في هيئة “البغدادي”، يعرف جيداً مدى ارتباكه وتصنّعه؛ وخاصةً في جلسته وأسلوب انتقاله من الحمد والتحميد إلى التهديد والوعيد، وحركة عينيه يميناً وشمالاً وكأنه لا يرى سوى الخوف والترقّب، أو أنه بحاجة لعدسات طبية تريه حقيقة عريه أمام الجميع، وانتهاء مرحلة مشروعه الاستخباراتي الذي بات مفضوحاً أمام الأطفال حتى!

جلس هذا الموتور وإلى جانبه بندقية كلاشنكوف، كما قلنا آنفاً يحاول تقليد _ بن لادن _ إضافة إلى استجداء تعاطف مقاتلي القاعدة، حيث إن دولته الخرافية لم تبصر سوى الظلام والقتل والذبح، ثم انهارت بفعل فاعل! أي أنّ مشغليها أرادوا لها أن تنتهي في الباغوز بعد أن قدّمت كل الخدمات والذرائع لاجتياح سورية وتدميرها مع الإرهابي “بشار الأسد“؛ أي بالمعنى الحقيقي، هم على استعداد أن يصنعوا شياطين أكثر دموية من “داعش” لكيلا تنجح “الثورة السورية”، وهذا ما لمسناه أيضاً من قبل “قحاب أنظمة دول الخليج“. أمراء وملوك الروث في السعودية وقطر والإمارات.

أما عن الشجعان الثلاثة، الذين كانوا برفقة “ثور الخرافة الاستخباراتية” أمير المشركين، فتراهم كأصنام قريش، شاخصين، باستثناء بعض الحركات اللاإرادية بسبب تجمّع البول في أدمغتهم؛ ومن بينهم ذو العقال والزي البدوي الحجازي، الذي أخذ يمرر لأمير المشركين ملفاتٍ بأسماء بلاد يطمح بنشر أفكاره المريضة وتصرفاته الإجرامية داخلها، ومنها “ولاية خرسان وولاية القوقاز وولاية تركيا؛ وغيرها من دول غرب ووسط إفريقيا!

وكأنهم في شرح وظيفة طبخ في معهد فندقي، أو تُراهم يلعبون ويلهون بمصائر الأمم كيفما شاؤوا!

  • فأي عاقل يصدّق هذه المسرحية؟

لربما هذا الملفات عبارة عن غلاف مطبوع فقط؛ أما محتواها ليس سوى ملاحظات إرشادية للبغدادي كي تذكره بأخذ حبوب المنشطات الجنسية، أو حبوب الهلوسة، أو غيرها من أدوية تخص الصرعى والمجانين والمدمنين!

ولقد مرّرَ هذا المجنون بعض الأمور، وأهمها “تركيا” التي أصبحت لاعباً مهمّاً في المنطقة، سياسياً واقتصادياً، فضلاً عن (تخوزق) أمريكا وإسرائيل منها وبعض من الأنظمة الخليجية الذليلة؛ حيث لا تتلاقى المصالح… نعم، أمير المشركين هو الفزاعة لبعض الدول التي لا ترضخ لرغبات وأوامر أمريكا وأبنائها اليهود. 

 

ستضرب الدول المستفيدة من نتائج (الإرهاب والإسلام السياسي) كل استقرار في المنطقة بذريعة “داعش وأخواته”، وما تلك التسميات ضمن الملفات إلا حركة استراتيجية تكتيكية للبدء في زعزعة أمن بعض الدول المذكورة في العناوين على كل ملف!

أما خرسان _ إيران _ فلقد انقلب السحرُ على الساحر وجاء دورها، المتمثل في عقوبات أشد قسوة وضربات عسكرية، إضافة إلى إطلاق سراح الوحش في ديارهم؛ إذن، تم الطلاق بين أمريكا وإيران!

 فهذا النظام الثيوقراطي الطائفي المجرم، استضاف القاعدة وقادتها لسنوات بمعرفة أمريكا، وعمل على تجهيز عناصر داعشية تابعة له، يقاتلون في سورية والعراق وسيناء، لضرب بنية (الإسلام السنّي) مستغلين الهجوم البربري على الإسلام من قبل دول أوروبية وغيرها تغزو وتدمّر بشعارات التحرير والديمقراطية!  

 

نهايةً، إن تنظيم “داعش” المُعقّد في هيكليته وتشابكه وتبعيته من حيث قادة الصف الأول، وباقي المتنفذين والعناصر، ليس في وسعنا أن نقول فيه غير أنه تنظيم تابع لدول عديدة وأجهزة استخبارات دولية كثيرة، حسب المصالح والاتفاقيات والصفقات؛ ولن ينتهي دوره بشكل كامل، إلا بإلحاق أمير المشركين بسيده ومولاه -بن لادن -إلى (البحر)، أو لربما يتم استنساخ تنظيم آخر أشد دموية، يمحوه، ويتماشى مع مصالح الأمريكان واليهود، وبعض من الدول الإقليمية التي ترى أن دورها في الدمار والرضوخ (لسدنة الشرق الأوسط) قادم لا محالة، إن لم يخلطوا الأوراق أمام القوى الكبرى!

 

  • أما الشجعان الثلاثة الحقيقيون الذين يساندون “البغدادي” هم الآن يبتلعون سورية والعراق واليمن وليبيا و…إلخ؛ ويتباكون على الإنسانية وحقوق الإنسان في مجازرَ بشعة هم أبطالها !!

 

 

 

 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy