*فرات بوست: تقارير ومتابعات 

قال وزير الخارجية السورية في الحكومة  الانتقالية أسعد الشيباني يوم الأربعاء إن علاقات سوريا مع إيران وروسيا تظل جرحاً مفتوحاً لشعبها بعد أن دعمت تلك الدول المستبد بشار الأسد خلال الحرب الطويلة .

وفي حديثه خلال القمة العالمية للحكومات في دبي بالإمارات العربية المتحدة، أقر أسعد الشيباني بوجود بعض الإشارات “الإيجابية” من موسكو وطهران لكنه لم يقدم تفاصيل.

 وزير الخارجية السوري المؤقت أسعد الشيباني، إلى اليمين، يتحدث إلى الصحفي الكويتي عمار تقي خلال القمة العالمية للحكومات في دبي، الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025. (ا ف ب الصور / ألطاف قادري)

لكنه أكد على رغبة الحكومة الجديدة في دمشق في تحسين العلاقات مع الغرب ورفع العقوبات عن سوريا حتى تتمكن البلاد من البدء في إعادة البناء بعد الحرب المدمرة التي استمرت 14 عامًا.

• وأضاف الشيباني أن “سوريا استعادت حريتها وكرامتها بعد عقود من الاستبداد، وهي فترة جديدة من السلام وبناء السلام”.

كان حضور الشيباني في قمة دبي وخطابه فيها لافتاً للنظر، إذ يعكس الجهود التي تبذلها الحكومة الجديدة والمعارضين الذين أطاحوا بالأسد في ديسمبر/كانون الأول لكسب أصدقاء جدد على الساحة الدولية. وكانت قطر وتركيا، اللتان كانتا في السابق خصمين للإمارات العربية المتحدة بسبب دعمهما للإسلاميين في المنطقة، تربطهما علاقات أوثق بكثير بالمعارضة التي استولت في نهاية المطاف على دمشق.

أعادت الإمارات العربية المتحدة، فتح سفارتها في سوريا في أواخر عام 2018 كجزء من تحسن العلاقات. ثم زار الأسد الإمارات العربية المتحدة في عام 2022 حيث زعمت أبو ظبي أنه يجب إعادته من العزلة بين الدول العربية، على الرغم من إراقة الدماء من قبل قواته وحلفائه في سوريا.

*مواد ذات صلة:

دبلوماسيون عرب وأوروبيون في السعودية لبحث دعم سوريا

في الساعات التي أعقبت الإطاحة بالأسد في ديسمبر/كانون الأول، رفض دبلوماسي إماراتي رفيع المستوى مناقشة ما إذا كان الأسد موجودًا في الاتحاد أم لا. وفي وقت لاحق، تأكد أن الأسد فر وحصل على ملاذ في روسيا، حيث كان فلاديمير بوتن منذ فترة طويلة أحد أقرب حلفاء الأسد.

ومن بين المخاوف الرئيسية التي تواجه الشيباني العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتشير التقديرات إلى أن إعادة بناء سوريا، التي يبلغ معدل الفقر فيها 90% والناتج المحلي الإجمالي فيها أقل من نصف ما كان عليه قبل الحرب، سوف تكلف ما لا يقل عن 250 مليار دولار، وفقا للاتحاد الأوروبي.

وأضاف الشيباني أن العقوبات فرضت على “النظام السوري نتيجة قمعه”، ومن الطبيعي أن يتم رفعها الآن.

ويعد الشيباني، القادم من محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، جديداً نسبياً على الساحة الدولية رغم أنه حضر المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في يناير/كانون الثاني الماضي. وكان قد شارك في الاحتجاجات ضد الأسد في عام 2011 والتي كانت جزءا من انتفاضة الربيع العربي ، وفقاً لسيرة ذاتية نشرتها وزارة الخارجية.

خلال الحرب، استخدم عدة أسماء حركية مختلفة، وبصفته عضوًا في جماعة “هيئة تحرير الشام“ المسلحة السابقة، التي كانت متحالفة مع “تنظيم القاعدة”، كان نشطًا في محافظة إدلب. تم تعيينه وزيرًا للخارجية السورية المؤقت في ديسمبر بعد أن أنهى الهجوم الخاطف للمعارضة حكم عائلة الأسد الذي دام 54 عامًا. ومن المقرر أن تتولى حكومة جديدة السلطة في الأول من آذار.

وتعد العلاقات السابقة بين الحكومة المؤقتة وتنظيم القاعدة من بين المخاوف الغربية تجاه المعارضين السابقين والرئيس المؤقت أحمد الشرع .

كما زعم الشيباني يوم الأربعاء أن الحكومة المؤقتة “أنهت كل التحديات الأمنية والمتعلقة الكبتاغون“ التي أدت إلى توتر العلاقات مع الأردن المجاور. وكان الكبتاغون، وهو منشط يشبه الأمفيتامين، المصدر الرئيسي للإيرادات للأسد.

• لكن التوترات لا تزال قائمة مع روسيا وإيران.

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال القمة العالمية للحكومات في دبي، الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء 12 فبراير 2025. (ا ف ب الصور / ألطاف قادري)

وتأمل موسكو في الحفاظ على قاعدتها الجوية والبحرية في سوريا على البحر الأبيض المتوسط. كما استخدمت إيران سوريا كنقطة عبور لتسليح ميليشيا حزب الله اللبناني وغيرها من الميليشيات في ما تسميه “محور المقاومة” ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

وقال الشيباني في إشارة إلى روسيا وإيران: “الشعب السوري لديه جروح وآلام عاناها على أيدي هاتين الدولتين”. وأضاف أنه “من أجل إعادة العلاقة يجب على الشعب السوري أن يشعر بالارتياح لهذه العلاقة”.