*فرات بوست: تقارير ومتابعات
أعادت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك رسمياً فتح سفارة بلادها في سوريا التي دمرتها الحرب خلال زيارة استغرقت يوماً واحداً إلى دمشق يوم الخميس.
وأعادت بيربوك فتح البعثة التي أغلقت في عام 2012 وسط الحرب السورية في ثاني زيارة لها هناك منذ سقوط الرئيس بشار الأسد قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
وجاءت زيارتها أيضاً بعد أسابيع من معارك دامية أودت بحياة أكثر من “1500 شخص” على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا – معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
قالت بيربوك: “تسببت اندلاع أعمال العنف المروعة قبل أسبوعين في فقدان الثقة بشكل كبير“. “القتل المستهدف للمدنيين جريمة مروعة“.
ودعت الحكومة الانتقالية للرئيس المؤقت أحمد الشرع إلى “السيطرة على تصرفات الجماعات داخل صفوفها ومحاسبة المسؤولين عنها“.
لكنها شددت على أننا “نريد دعم السوريين مع شركائنا الأوروبيين والأمم المتحدة“ وهم يعيدون بناء بلدهم.
قالت بيربوك “إن اندلاع أعمال العنف المروعة قبل أسبوعين تسبب في فقدان الثقة بشكل كبير”.
والتقت لاحقاً بأحمد الشرع ووزير الخارجية المؤقت أسعد الشيباني، وفقًا للرئاسة السورية.
أعلنت ألمانيا يوم الاثنين عن تقديم 300 مليون يورو (325 مليون دولار) لمساعدات إعادة الإعمار في سوريا، وذلك في إطار مؤتمر المانحين الذي جمع تعهدات إجمالية بلغت 5.8 مليار يورو.
وأفاد مصدر في وزارة الخارجية الألمانية بأن برلين أعادت فتح سفارتها رسميًا بفريق دبلوماسي صغير يعمل في دمشق في البداية.
وستستمر إدارة الشؤون القنصلية والتأشيرات من العاصمة اللبنانية بيروت لأسباب عملية وبسبب الوضع الأمني في سوريا.
*مواد ذات صلة:
بعد حادثة “الطعن”.. ألمانيا تشدد الإجراءات الأمنية وسياسة اللجوء
ومن بين دول الاتحاد الأوروبي، استأنفت السفارة الإيطالية عملياتها بالفعل في دمشق.
رفعت فرنسا علمها على مبنى سفارتها لكنها لم تقم بعد بأنشطة قنصلية هناك. كما أعلنت إسبانيا أنها رفعت علمها فوق سفارتها في منتصف يناير.
أعادت بيربوك فتح البعثة التي أغلقت في عام 2012 وسط الحرب السورية التي شنها نظام الأسد وحلفاؤه ضد الشعب السوري
«بداية جديدة»
وقال المصدر في الوزارة: “لألمانيا مصلحة قصوى في سوريا مستقرة.” يمكننا أن نساهم بشكل أفضل في المهمة الصعبة المتمثلة في تحقيق الاستقرار على أرض الواقع.
وأضاف المصدر: “يمكننا بناء اتصالات دبلوماسية مهمة، وبالتالي، من بين أمور أخرى، الضغط من أجل عملية انتقال سياسي شاملة تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الفئات السكانية.”
ركاب يقودون سياراتهم عبر المباني المتضررة في الوقت الذي تحتفل فيه مدينتهم بالذكرى الرابعة عشرة للانتفاضة ضد الطاغية السابق بشار الأسد في حمص، في وقت متأخر من 15 آذار/مارس 2025
- وأضاف المصدر أنه “مع وجود دبلوماسيينا على الأرض، يمكننا الآن أيضاً الانخراط مرة أخرى في عمل مهم مع المجتمع المدني. ويمكننا الاستجابة بشكل مباشر وفوري للتطورات السلبية الخطيرة”.وحذرت وزيرة خارجية ألمانيا، بيربوك، في بيانها السلطات السورية المؤقتة من أن “بداية جديدة” مع أوروبا مشروطة بتوفير الأمن لجميع السوريين، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق.
وأضافت أن العديد من السوريين “يخشون أن الحياة في سوريا في المستقبل لن تكون آمنة لجميع السوريين”.
في الأيام التي أعقبت 6 آذار، اجتاحت أسوأ موجة عنف من الساحل السوري منذ الإطاحة بالأسد.
منذ الإطاحة بالأسد، شنت إسرائيل مئات الضربات على مواقع عسكرية في سوريا
ووفقاً لمراكز إحصاء ومراقبين، قتلت قوات الأمن والجماعات المتحالفة معها أكثر من 1500 شخص، بينهم من فلول النظام والمدنيين؛ معظمهم من العلويين، وهم الأقلية التي ينتمي إليها الأسد.
منذ الإطاحة بالأسد، شنت إسرائيل مئات الضربات على مواقع عسكرية في سوريا، بحجة أن الأسلحة يجب ألا تقع في أيدي السلطات الجديدة التي تعتبرها “جهادية”. كما نشرت قوات في منطقة عازلة تديرها دوريات الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان.
وقالت بيربوك إن “نفوذ الجهات الأجنبية لم يجلب سوى الفوضى إلى سوريا في الماضي.
“حتى اليوم، تهدد الهجمات على الأراضي السورية استقرار البلاد. جميع الأطراف مدعوة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس العسكري وعدم نسف عملية التوحيد السورية الداخلية”.
