*فرات بوست: تقارير ومتابعات
اختطفت “وحدات حماية الشعب” المدعومة من الولايات المتحدة، الفرع السوري لجماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، فتى آخر من محافظة دير الزور شمال شرق البلاد، بحسب ما قاله متحدث باسم حزب كردي يوم الخميس.
وقال ريدور الأحمد المتحدث باسم “رابطة المستقلين الكرد السوريين” المستقلة لوكالة الأناضول إن فتى يبلغ من العمر 13 عاماُ من قرية “غرانيج“، التي تقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات شرق محافظة دير الزور، تم تعريفه فقط بالأحرف الأولى من اسمه “ح.أ.ح”، وقع ضحية لاختطاف حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب.
وأعرب أحمد عن أسفه لتكتيك الجماعة الإرهابية المتمثل في فصل الأطفال المختطفين عن عائلاتهم ونقلهم إلى معسكرات للتدريب على الأسلحة، في انتهاك للقانون الدولي.
ومنذ بداية العام، أفادت التقارير أن حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الإرهابي اختطف أكثر من 30 طفلاً في محافظات حلب والرقة ودير الزور والحسكة في سوريا، بهدف تجنيدهم في صفوفه المسلحة.
- إن حزب العمال الكردستاني – المدرج كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي – مسؤول عن مقتل أكثر من 40000 مدني وأفراد أمن في تركيا خلال حملة إرهابية استمرت ما يقرب من أربعة عقود.
بعد خسارة أراض كبيرة وعدد لا يحصى من الإرهابيين، تنازل التنظيم لمعقله في جبال قنديل في شمال العراق بالقرب من الحدود التركية، في حين استغل فرعه السوري فراغ السلطة الناجم عن الحرب السورية منذ عام 2011 وغزا العديد من المحافظات الغنية بالموارد بمساعدة الولايات المتحدة.
*مواد ذات صلة:
أم سورية تحلم بعودة ابنتها التي اختطفها “حزب العمال الكردستاني”
وتصف واشنطن وحدات حماية الشعب بحليفتها بحجة طرد “تنظيم الدولة-داعش”، وهو مصدر توتر مع حليفتها في حلف شمال الأطلسي أنقرة، التي تقول إنه “من غير المنطقي” استخدام جماعة إرهابية لمحاربة أخرى.

“أكراد سوريون يحتجون على ما يسمى بانتخابات حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في مدن الباب الشمالية الشرقية، أعزاز، سوريا، 31 مايو/أيار 2024.” (صورة من وكالة الصحافة الفرنسية)
أجبر إرهابيو وحدات حماية الشعب في السنوات التسع الماضية العديد من السكان المحليين على الهجرة، وجلبوا مقاتليهم لتغيير التركيبة السكانية الإقليمية، واستولوا على آبار النفط الإقليمية – الأكبر في سوريا – لتهريب النفط وتوليد الإيرادات لأنشطتها.
وما فتئ الإرهابيون يجندون قسراً أطفال المجتمعات القبلية المحلية، التي تتألف أساساً من الأكراد في المناطق الشمالية.
- وقال تقرير الأمم المتحدة السنوي للأطفال في النزاعات المسلحة لعام 2022 إن أكثر من 1200 طفل اختطفوا وأجبروا على القتال من قبل حزب العمال الكردستاني وفروعه السورية، “قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب”.
كان هناك أكثر من 2,438 انتهاكاً جسيماً ضد 2,407 أطفال في سوريا. تم تجنيد ما يصل إلى 1,696 طفلاً في سوريا واستخدامهم في الغالب من قبل حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب وغيرها من الجماعات المسلحة والجهات الفاعلة غير الحكومية.
يحظر القانون الدولي على الجماعات المسلحة من غير الدول تجنيد أي شخص تحت 18 عاماً، ويعتبر تجنيد الأطفال دون سن 15 عاماً جريمة حرب.

ضحى الخليل، والدة علاء الخليل – اختطف ابنها من قبل حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في تل أبيض بمحافظة الرقة عام 2017 عندما كان في طريقه إلى المدرسة. (الصورة وكالة الأناضول)
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” عن قلقه البالغ إزاء استغلال الأطفال من قبل حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب، وحث على إنهاء تجنيدهم وإطلاق سراح جميع الأطفال المحتجزين في صفوفهم المسلحة. إن استخدام القصر كمقاتلين هو انتهاك للقانون الدولي.
وعلى الرغم من أن حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب وقع في البداية تعهداً مع منظمة نداء جنيف – وهي منظمة إنسانية سويسرية تعمل على “حماية المدنيين في النزاعات المسلحة” – لوقف استخدام الجنود الأطفال في عام 2014، إلا أن استخدامه للجنود الأطفال ازداد منذ ذلك الحين.
وقد اختطفت مؤخراً عضوين من المجلس الوطني الكردي في الحسكة والرقة بعد رد فعل محلي عنيف على خططها لإجراء ما يسمى بالانتخابات في شمال سوريا وفي دير الزور.
*مواد ذات صلة:
“وحدات حماية الشعب” تختطف اثنين من أعضاء المجلس الوطني الكردي
وكانت اللجنة أول من قاطع الانتخابات، حيث قال أمينها العام، محمد إسماعيل، إنهم يعتبرون الانتخابات “غير شرعية”.
وسرعان ما نمت المقاطعة، مصحوبة باحتجاجات في سوريا. كما حذرت الولايات المتحدة من الانتخابات، قائلة إن الظروف “غير ممكنة”. ومنذ ذلك الحين، أجل الإرهابيون الانتخابات من حزيران إلى آب، لكن تركيا تريد إلغاءها تماماً.
وتعتبر أنقرة هذه الخطوة خطوة أولى لإقامة “دولة يديرها حزب العمال الكردستاني” في شمال سوريا، عبر الحدود مباشرة، فضلاً عن كونها تهديداً لسلامة أراضي سوريا.
وواصلت تركيا، التي لديها قوات داخل شمال سوريا تدعم معارضة نظام الأسد، محادثات دبلوماسية لمنع الانتخابات وأكدت أن ذلك سيعرض أمن الحدود والسلام الإقليمي للخطر.