تبادل هزلي للطرابيش، كان جزءاً من الأوصاف التي أطلقها سوريون لحال انتخابات الهيئة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة الثورة والمعارضة السورية الحاصلة قبل أيام، ومن قبلها بأسابيع انتخابات “هيئة التفاوض” السورية.
نتائج الانتخابات أسفرت عن تعيين نصر الحريري الرئيس السابق لـ”هيئة التفاوض”، رئيساً جديداً للائتلاف، بدلاً من أنس العبدة، الذي انتخب بدوره رئيساً لـ”هيئة التفاوض”، وتذكر الكثيرون عبر هذه النتائج، مشهد تبادل الطرابيش الشهير الذي أدى دوره الفنان الراحل نهاد قلعي، في معرض رده – ضمن المشهد – على الراغبين بعزله بعد أن أذاقهم الويل بفساده وبطشه، فكل الحل بالنسبة لديه هو تبديل الطرابيش ما بين مساعديه اللذين يفتك ويبطش بهما.
ممارسات وسياسات الائتلاف الهشة، وهزالة أداء الشخصيات التي وضعت نفسها ممثلة للسوريين بشقهم المعارض، لم تمنع أغلبهم من تبديل نهجهم، وترك مناصبهم التي وضعوا فيها أنفسهم، ومن بينهم قادته.
حجة البعض في تمسكهم بكراسيهم ومن بينهم قادة الائتلاف وهيئة التفاوض، هو عدم وجود البديل المناسب لكل منهم، وأنهم في ذلك يضحون ويقبلون بإلقاء هذه المهمات على عاتقهم، هي حجة سمجة ومضحكة في ذات الوقت، وتحاكي ما يطلقه الأسد ومن يواليه من عدم وجود بديل له، في تقزيم للمجتمع السوري المليء بالكفاءات والخبرات والسياسيين والقياديين، وأدنى واحد منهم مقدرة وسمعة، بالتأكيد لن يكون أسوأ من الأسد وبطانته، وكذلك هو الحال مع المجتمع السوري بشقه المعارض للنظام.
لعل غياب الاهتمام من قبل السوريين بانتخابات رئاسة الائتلاف وهيئة التفاوض، هو أكبر دليل على ما وصل إليه هذين الجسمين، واللذين امتلكا يوماً ما أقوى الأوراق، ومن بينها التأييد الشعبي الذي تقلص منذ سني الثورة الأولى، ناهيك عن ورقة شبه الاعتراف الدولي، والأخير كلنا يعرف كيف تراجع اليوم بشكل كبير عن “شبه الاعتراف” هذا، إلى تجاهلهما، أو حتى عدم رؤية أياً منهما، إلا في حالات نادرة لا تستحق الذكر.. ولا التنويه.
مقال رأي بقلم مدير شبكة فرات بوست الصحفي أحمد الرمضان