*فرات بوست: تقارير ومتابعات
حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الجمعة من أن تعليق المساعدات الأمريكية قد يؤدي إلى تفاقم “الظروف المهددة للحياة” في المخيمات التي تحتجز أقارب الإرهابيين المشتبه بهم من “تنظيم الدولة“ في شمال شرق سوريا، وحثت واشنطن على مواصلة الدعم.
لا تزال المعسكرات والسجون التي تديرها “قسد” في المنطقة تحتجز حوالي 56 ألف شخص لديهم صلات مزعومة أو متصورة بتنظيم الدولة، بعد سنوات من “هزيمة التنظيم” على الأراضي السورية.
ويشمل ذلك المشتبه بهم من الجهاديين المحتجزين في السجون، وكذلك زوجات وأطفال مقاتلي التنظيم المحتجزين في معسكري الاعتقال في الهول وروج.
وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان: “إن تعليق الحكومة الأمريكية للمساعدات الأجنبية للمنظمات غير الحكومية العاملة في هذه المخيمات يؤدي إلى تفاقم الظروف المهددة للحياة، مما يعرض للخطر استقرار الوضع الأمني الهش”.
رجل يركب دراجة نارية في مخيم أطمة للنازحين، على مشارف إدلب شمال غرب سوريا، في 5 فبراير/شباط 2025 (أ ف ب)
وقالت المنظمة الحقوقية إن تجميد المساعدات قد “يحدّ من توفير الخدمات الأساسية لسكان المخيم” ، نقلاً عن عاملين في المجال الإنساني الدولي.
في 24 يناير/كانون الثاني، بعد أربعة أيام من عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة، تلقت المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية رسالة أولى تطلب منها وقف جميع الأنشطة التي تمولها الوكالة.
بعد أسبوع، سمحت لهم رسالة أخرى، اطلعت عليها وكالة فرانس برس، باستئناف بعض المهام المخصصة “للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة”.
وقال البيان إن الطلبات تركت مجموعات الإغاثة في الشمال الشرقي “غير متأكدة من كيفية المضي قدماً في تسليم السلع الأساسية، مثل الوقود والمياه، مما أدى إلى تفاقم النقص الموجود مسبقاً”.
وقالت المجموعة: “على وزير الخارجية ماركو روبيو مواصلة المساعدة الأمريكية للمنظمات التي تقدم المساعدات الأساسية المنقذة للحياة في شمال شرق سوريا”.
بعد الأمر الصادر في 24 يناير/كانون الثاني، قالت هيومن رايتس ووتش إن منظمة بلومونت، وهي منظمة مسؤولة عن إدارة المخيمات في الهول وروج، علقت أنشطتها وسحبت جميع الموظفين، بمن فيهم الحراس. بعد بضعة أيام، تلقت المجموعة إعفاء لمدة أسبوعين يسمح لها بالعمل.
*مواد ذات صلة:
اتهامات بالفساد لمسؤولي منظمة “بلومونت” وإدارة مخيم الهول
مخيم الهول هو أكبر معسكر اعتقال في شمال شرق سوريا، ويضم أكثر من 40,000 معتقل من 47 دولة. الغالبية العظمى من سكان الهول وروج هم من النساء والأطفال الذين يعيشون في ظروف قاسية.
وقالت هيومن رايتس ووتش أيضاً إن “أي تسوية سياسية في المنطقة يجب أن تشمل إنهاء الاحتجاز التعسفي لمن تربطهم صلات مزعومة بداعش وعائلاتهم”.
قالت هبة زيادين من هيومن رايتس ووتش: “آلاف الأرواح، كثير منهم أطفال، معلقة في الميزان، ولا ينبغي السماح باستمرار الوضع الراهن الذي لا يمكن الدفاع عنه في السنوات الست الماضية.”
وتأتي هذه الدعوة وسط محادثات بين السلطات السورية الجديدة وقسد حول مستقبل التنظيم ومع احتدام الاشتباكات في الشمال بين الجماعة التي يقودها الأكراد والفصائل المدعومة من تركيا.
