نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الأحد تحقيقاً جديداً ملحقاً بالتحقيق السابق الخاص بمنطقة الباغوز شرقي دير الزور، والذي أثار ضجةً في أوساط صنع القرار في الولايات المتحدة أواخر شهر نوفمبر تشرين ثاني الماضي.
وخصصت الصحيفة التحقيق الثاني للحديث بشكلٍ مفصلٍ أكثر عن الوحدة الضالعة لارتكاب جرائم حرب راح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين أثناء العمليات العسكرية شرقي سوريا بين عامي 2015-2019 بحسب وصف الصحيفة.
وبنت الصحيفة تحقيقها على شهادةٍ ضابطٍ سابق في مخابرات القوات الجوية الأمريكية تحفظت الصحيفة على ذكر اسمه، والذي أفصح عن ضلوع وحدةٍ في غرفة عمليات الجيش الأمريكية تسمى “سنداد تالون” Talon Anvil بهذه الانتهاكات.
وتحدثت الصحيفة هذه المرة عن منطقة أخرى وهي بلدة الكرامة شرقي مدينة الرقة، والتي قال الضابط إن القوات الجوية الأمريكية ألقت في غارةٍ واحدة قنبلة تزن 500 رطل، ليتضح بعدها أن المكان يؤوي مدنيين قتل وأصيب بعضهم.
وأضاف الضابط خلال شهادته: “مع تلاشي الدخان، حدق فريقه في شاشاتهم بذهول، وأظهرت كاميرات الأشعة تحت الحمراء نساء وأطفالا يخرجون من المبنى المنهار جزئيا، وبعض الأطراف مفقودة، والبعض الآخر يسحب الموتى.”
هذا وقد نشرت نيويورك تايمز مقطع فيديو يظهر صوراً للأماكن المستهدفة في بلدة الكرامة بين مارس – أبريل من العام 2017 التي قال الضابط إنها منازل مدنيين، وتظهر المقاطع مدى الدمار الشامل الذي حل بهذه المنازل جراء الغارات.
كما وضح التحقيق أن عدداً من الطيارين الأمريكيين رفضوا أوامر وجهتها لهم وحدة “السنداد” بضرب “أهدافٍ مشكوكٍ فيها” بحسب وصفهم، وأنهم ابلغوا وكالة الاستخبارات المركزية CIA بالأمر والتي تجادلت بدورها مع الوحدة لساعات.
يذكر أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمر أواخر شهر نوفمبر الماضي بفتح تحقيقٍ موسع في أي انتهاكاتٍ للجيش الأمريكي شرقي سوريا وأوكل مهمة التحقيق لجنرالٍ رفيع في وحدة القيادة المركزية للجيش الأمريكي خلال 90 يوم.