*فرات بوست / متابعات
بعد تداعيات مغادرة القيادي المكلف بتوسيع قاعدة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والمسؤول الحالي عن نشاط فيلق القدس في سوريا والمنطقة جواد الغفاري اتجهت أنظار القيادات المحلية السورية التابعة لإيران على الميليشيا الأكثر قرباً من طهران وسط تنافسٍ محموم.
حيث سعت إيران ومنذ بدء الانتفاضة في سوريا إلى كبحها بإرسال مستشارين عسكريين وميليشيات متنوعة الجنسيات عابرة للحدود، كـ حزب الله العراقي والنجباء وأبي فضل العباس وعصائب أهل الحق وانتهاءً بتدخل رسمي من الحشد الشعبي العراقي وفاطميون وزينبيون.
إلا أن هذه الميليشيات جميعها تتولى مهاماً غير مقتصرة على الملف السوري، ما دفع طهران لتبني عددٍ من الميليشيات المحلية والتقرب منها لغايتين أساسيتين، الأولى تعزيز المد الإيـراني وفي الشـرق الأوسـط، والثانية إعطـاء غطاءٍ شرعي عن طريق تكليف وكيـلٍ محـلي.
مصادر خاصة لـ فرات بوست أكدت أن قيادة الحرس الثـوري الإيراني وبعد دراسـةٍ لواقع الميليشيات المحلـية التي انحـاز قسمٌ منها لحلفائهم الروس وأخرى قررت الاندماج بجيش نظام الأسد، قررت تعزيز علاقتها مع ميليشيا الباقر المحلية وتصديرها حتى لملفاتٍ خارجية.
ولـ ميليشيا لواء الباقر عـلاقة وثيقة بميليشيا “حـزب الله” اللبناني، كما أن قـرار تأسيس هذه الميليشيـا أتـى من ميليشيا حزب الله العراقي من زعيمـها أبو مهدي المهندس، ويبلغ تعدادهـا أكثر من 2000 مقاتل، وبتمـويلٍ كـاملٍ من ميليشيا حركـة النجبـاء العـراقيـة.
وأضافت مصادر فرات بوست أن نشـاط ميليشيا البـاقر التي يتزعمها حالياً المدعو خالد الحسن المـرعي المنتشرة في عدة محافظات سورية ومعظم عناصرها من قبيلة البكَارة زادت من نشاطاتها خارج سوريا، حيث دخلت فيما يسمى “حماية المراقد الشيعية” في العراق.
وأصدرت تصريحاتٍ داعمةٍ لميليشيا الحـوثي في الضربات التي توجهها للأراضي السعـودية، كما أرسلت عدداً من البعثات العسكرية إلى إيران، ودعمت أيضاً ميليشيا حزب الله اللبنانية في انتهاكاتها في لبنـان، ونسقت مع جواد غفاري خلال زياراته لسوريا في ملفاتٍ أخرى.
علاوةً على تصدرها المشهد في وداع الغفاري الملقب “أحمد مدني” بعد أوامرٍ إيرانية له بمغادرة سوريا عقِب الهجوم على قاعدة التنف أواخر العام الماضي 2021، والذي بدى أنه يعتمد بعد مغادرته على ميليشيا الباقر بشكلٍ أساسي لمتابعة ملف التغلغل الإيراني بسوريا.
يذكر أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني دأبت منذ ثمانينات القرن الماضي لتوسيع نفوذها في عموم الشرق الأوسط وركزت نشاطاتها في عددٍ من الدول العربية مثل لبنان والبحرين وسوريا والعراق ودولٍ أخرى ضمن مخطط التغوّل الإيراني والمد الفارسي في عموم المنطقة.