فرات بوست: أخبار | تقارير
شهدت الساحة السورية خلال الساعات الماضية تصعيداً عسكرياً لافتاً، تمثل في هجمات متزامنة في منطقتين متباعدتين جغرافياً، شرق سوريا وجنوبها.
ففي الوقت الذي شنت فيه قوات “قسد” هجوماً على نقطة للجيش السوري في ريف منبج شرقاً، قامت فصائل محلية تابعة لحكمت الهجري بشن هجوم على مواقع الأمن الداخلي في ريف السويداء غرباً.
هذا التزامن يثير تساؤلات جدية حول وجود تنسيق أو اتفاق محتمل بين هذه الجماعات، على الرغم من اختلاف أجنداتها ومناطق نفوذها.
شهدت قرية الكيارية في ريف مدينة منبج شرق حلب هجوماً صاروخياً “قسد” استهدف إحدى نقاط الجيش السوري. أسفر الهجوم، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع السورية، عن إصابة أربعة من عناصر الجيش السوري وثلاثة مدنيين.
وقد وصفت الوزارة الهجوم بأنه “غير مسؤول”، مؤكدة أنها ردت على مصادر النيران، واستهدفت مدافع وراجمات صواريخ تابعة لقسد، وتمكنت من صد محاولات تسلل.
من جانبها، سارعت قسد إلى إصدار بيان زعمت فيه أنها استخدمت حقها في “الدفاع عن النفس”، مشيرة إلى تعرض نقاطها لهجمات.
ورفضت قسد تصريح وزارة الدفاع السورية، متهمة إياها بمحاولة “قلب الحقائق”، في تبادل للاتهامات يعكس حالة التوتر المستمرة في المنطقة.
السويداء تشتعل: هجوم فصائل الهجري يخرق الهدنة
لم يكد يمر أقل من 12 ساعة على هجوم منبج، حتى شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا تصعيداً مماثلاً. ففي صباح اليوم، هاجمت مجموعات مسلحة تابعة لحكمت الهجري مواقع للأمن الداخلي في محيط منطقة تل الحديد بريف مدينة السويداء الغربي.
أسفر هذا الهجوم عن مقتل عنصر من الأمن الداخلي وإصابة آخرين.ويأتي هذا الهجوم في خرق واضح لبنود وقف إطلاق النار، حيث قامت المجموعات المسلحة بنشر مشاهد مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد الهجوم، وتظهر استخدام آليات ورشاشات ثقيلة.
تساؤلات حول التوقيت المتزامن لهذه الهجمات، التي تفصل بينها ساعات قليلة، يثير تساؤلات جدية حول مدى وجود تنسيق بين قسد في الشمال الشرقي وفصائل حكمت الهجري في الجنوب.
فبينما تختلف الأجندات المعلنة لكل طرف، فإن تزامن الهجمات قد يشير إلى محاولة لاستغلال الظروف الراهنة لخلق ضغط على الحكومة السورية على جبهات متعددة.