فرات بوست: أخبار | تقارير
شهدت محافظة دير الزور وريفها، حملة أمنية واسعة النطاق خلال الأيام الماضية، نفذتها قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة، وذلك في إطار جهود مكافحة تجارة وترويج المواد المخدرة، حيث تم استهداف أشخاص متهمين بالاتجار بالمخدرات وبيعها.
وأفاد مراسل فرات بوست في المحافظة بأنه رغم سقوط نظام الأسد، لا يزال مروجو المخدرات بأنواعها يمارسون نشاطهم بشكل واسع، مستغلين الفوضى الأمنية وغياب الرقابة المباشرة، بالإضافة إلى عمليات التسوية التي أطلقتها الحكومة الجديدة.
وأشار إلى أن قوات الأمن العام تمكنت مؤخراً من اعتقال العشرات من المشتبه بهم، كما تم ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة، وأسلحة، وعملة مزورة من فئة 50 و100 دولار بحوزتهم.
وأضاف أن معظم المعتقلين كانوا عناصر سابقين في نظام الأسد والميليشيات الإيرانية، خاصةً من ميليشيا الدفاع الوطني والحرس الثوري الإيراني.
تدمير معامل المخدرات وتوسع الظاهرة:
وأوضح المراسل أنه بعد 90 يومًا من سقوط نظام الأسد وهروب الميليشيات الإيرانية والروسية، تم تدمير ما يقارب 90% من المستودعات والمعامل التي كانت تنتج المواد المخدرة، مثل حبوب “الكبتكول” والحشيش، والتي كانت تديرها الفرقة الرابعة .
ومع استعادة الحكومة الجديدة السيطرة على الحدود والأراضي السورية، بدأت تظهر موجة جديدة من انتشار المخدرات بأنواعها، بما في ذلك: حبوب الكبتكول، الحشيش، مادة “الأيس” “الاتش بوز”، حبوب البريغابالين (المستخدمة كدواء) ، حبوب الزولم (المهدئة للأعصاب) ، المورفين
سرقة مخازن المخدرات وانتشارها بين الشباب:
وأشار المراسل إلى أن بعض ضعاف النفوس ومتعاطي المخدرات قاموا بسرقة كميات كبيرة من المواد المخدرة من مبنى مكافحة المخدرات والمباني القضائية التي كانت محفوظة فيها في مدينة دير الزور، وذلك ليلة سقوط نظام الأسد مستغلين حالة الفراغ الأمني حينها.
وأضاف مراسلنا أنه تم تداول هذه المواد بشكل سري بعد سرقتها، وبيعها بأسعار باهظة، وذلك نظراً لعدم توفرها مثل السابق خلال فترة وجود الميليشيات الإيرانية التي كانت تروج لها بشكل كبير .
ما هو الحشيش؟

الحشيش هو أحد أنواع المخدرات الطبيعية المستخرجة من نبات القنب الهندي، وتحديدًا من المادة الصمغية “الراتينج” التي تفرزها زهرة النبات.
يُعرف الحشيش أيضًا باسم “الماريجوانا”، ويتم تعاطيه بعدة طرق، منها التدخين، أو استنشاق أبخرته عبر المباخر الإلكترونية، أو تناوله ممزوجًا بالمشروبات مثل القهوة أو الشاي. كما يتم استنشاق زيوت مركزة مستخلصة من القنب، والتي قد تكون مخلوطة بمواد أخرى ضارة.
مخاطر الإدمان وتأثيراته
تعد مشكلة الإدمان على المخدرات من أخطر القضايا التي تواجه الشباب، حيث تؤثر بشكل سلبي على الصحة العقلية والجسدية، وتزيد من معدلات الجرائم والحوادث. ومن أبرز الآثار السلبية لتعاطي الحشيش:
– التأثير على وظائف الدماغ، خاصةً الذاكرة واتخاذ القرارات والتعلم.
– زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بسبب ارتفاع ضغط الدم وسرعة نبضات القلب.
– التأثير السلبي على مهارات القيادة، مما يزيد من حوادث السير.
– تلف الرئتين والأوعية الدموية بسبب تدخين الحشيش.
– التسبب في أمراض عقلية مثل الاكتئاب وانفصام الشخصية.
مصادر الحشيش وتجارته
يتم الحصول على الحشيش من خلال زراعة نبات القنب الهندي، والذي يتم زراعته في قرى مثل القطيلبية وعين الشرقية في ريف جبلة، بالإضافة إلى قرى القطلبة وبحمرة وبكراما في ريف القرداحة. وتصل المساحة المزروعة إلى أكثر من 100 دونم، حيث يتم الحصول على بذور القنب من لبنان عبر الميليشيات، مثل “حزب الله” اللبناني و”مغاوير البحر” التي كانت متواجدة سابقاً في سوريا.
ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من الحشيش المنتج في هذه المناطق إلى نحو مليون ليرة سورية، حيث يتم ترويجه بين شباب المنطقة، الذين بدورهم ينشرونه في باقي المحافظات السورية.
تشكل حملة الأمن العام في دير الزور خطوة مهمة في مواجهة انتشار المخدرات، إلا أن التحديات ما تزال قائمة، خاصةً مع توسع زراعة القنب الهندي واستمرار انتشار تجارة المخدرات.