منظمة دولية تعود مؤقتاً: كيف أثر توقف المساعدات الأمريكية على مخيمات شمال شرق سوريا؟

by Anas abdullah

 

فرات بوست: أخبار | تقارير

في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم، كان لقرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، الذي أعلن عنه في 25 كانون الثاني 2025، بإيقاف المساعدات الخارجية الأمريكية لجميع دول العالم باستثناء مصر وإسرائيل، تأثير كبير على عمل المنظمات غير الحكومية العاملة في شمال وشرق سوريا.

هذا القرار، الذي أوقف تمويل صندوقي BHA – USAID، تسبب في تعطيل عمل العديد من المنظمات الإنسانية، خاصة تلك العاملة في قطاع المخيمات مثل مخيم الهول ومخيم روج في ريف محافظة الحسكة، حيث يعيش آلاف العوائل، بما في ذلك عوائل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

تأثير القرار على مخيم الهول:

مخيم الهول، الذي يعد أحد أكبر المخيمات في المنطقة، كان يعتمد بشكل كبير على منظمة بلومنت لإدارة الخدمات الأساسية مثل توفير ماء الشرب، الخبز، الغذاء، والأنشطة الأخرى المرتبطة بحياة النازحين.

  • ومع توقف التمويل الأمريكي المقدم عبر USAID، اضطرت المنظمة إلى تسريح عدد كبير من موظفيها وإيقاف أنشطتها بشكل مؤقت.

لكن، وبعد مفاوضات مكثفة مع إدارة ترامب، عادت المنظمة للعمل بشكل جزئي، حيث تقوم بتمديد نشاطها كل 15 يوماً. وأعلنت المنظمة اليوم، الأحد 16 شباط 2025، عن عودتها للعمل بشكل مستمر، خاصة في الأقسام التي تقدم خدمات منقذة للحياة مثل توفير الماء والخبز والغذاء.
ومع ذلك، يبقى مستقبل هذه الخدمات غير مؤكد، حيث تخضع المساعدات الأمريكية لمراجعة مالية لمدة 90 يوماً، وفقاً لقرار إدارة ترامب.

تأثير القرار على منظمات أخرى:

لم تكن منظمة بلومنت الوحيدة التي تأثرت بقرار ترامب. فقد أوقفت منظمة أكتد، العاملة في مخيمي العريشة ورأس العين، نشاطاتها بشكل كامل. كما توقفت منظمة ميرسي كور عن تقديم خدماتها في المنطقة. هذه المنظمات، التي كانت تعتمد بشكل كبير على التمويل الأمريكي، وجدت نفسها عاجزة عن الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية في ظل توقف التمويل.

المنظمات التي تعتمد على التمويل الأوروبي:

في المقابل، تستمر المنظمات التي تحصل على تمويل من الصندوق الأوروبي ECHO في عملها، حيث لم تتأثر بقرار ترامب. هذه المنظمات تعمل على تعويض جزء من النقص الحاصل في الخدمات، لكنها لا تستطيع تغطية جميع الاحتياجات، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة للنازحين والعوائل التي تعيش في المخيمات.

واقع الحياة في المخيمات:

يعيش آلاف النازحين في مخيمات مثل الهول وروج في ظروف إنسانية صعبة، حيث يعتمدون بشكل كلي على المساعدات الخارجية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

مع توقف التمويل الأمريكي، تفاقمت الأزمات الإنسانية، حيث أصبحت خدمات مثل الماء والغذاء والرعاية الصحية مهددة بالتوقف الكلي.

في مخيم الهول، على سبيل المثال، يعيش أكثر من 60 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في ظروف مأساوية. مع توقف المساعدات، أصبحت حياة هؤلاء الأشخاص على المحك، حيث يكافحون من أجل الحصول على أبسط مقومات الحياة اليومية.

مع استمرار المراجعة المالية الأمريكية لمدة 90 يوماً، يبقى مستقبل المساعدات الإنسانية في المنطقة غير مؤكد. في حال استمرار توقف التمويل، قد تواجه المنظمات العاملة في المنطقة صعوبات أكبر في تقديم الخدمات، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وزيادة معاناة النازحين.

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy