*فرات بوست: أخبار |تقارير
كشفت مصادر خاصة لفرات بوست عن حجم الفساد المستشري بين أوساط المنضمات الإنسانية الدولية والمحلية منها والتي تعمل في محافظة الرقة وتقدم الخدمات لقاطني المخيمات تحت إشراف “قسد”.
في هذا التقرير تسلط فرات بوست الضوء على جزء من فساد هذه المنظمات العاملة في مناطق سيطرة قسد منذ سنوات.
تضم محافظة الرقة ثلاثة مخيمات رئيسية للنازحين وهي: مخيم المحمودلي، مخيم تل السمن، ومخيم طويحينة. جميع هذه المخيمات تحت إشراف قسد والمنظمات الدولية.
مخيم المحمودلي الواقع قرب بلدة السويدية غربي مدينة الرقة، يضم عائلات من ريف حمص وحماة وريف دير الزور. وقد شهد المخيم سابقًا وجود عائلات أجنبية مرتبطة بتنظيم الدولة، تم نقلها إلى مخيم الهول بعد يومين من وصولها، فيما لا تزال بعض عائلات “تنظيم الدولة تتواجد في المخيم، ممن كان عملهم في مجال الخدمات وليس لهم أي دور قتالي مع التنظيم.
مخيم طويحينة، الذي يقع في ريف مدينة الطبقة غرب الرقة، يعد مخيمًا غير منظم وصغير الحجم. إدارته تتبع لمخيم المحمودلي، ويستقبل نفس المواد التي تصل لبقية المخيمات. كان المخيم في السابق أكثر تنظيمًا، لكنه فقد الكثير من قاطنيه.
مخيم تل السمن، الذي يقع في ريف الرقة الشمالي، يضم عائلات نازحة من تل أبيض وريفها، وقد أُنشئ في عام 2019.
تشير المصادر إلى أن أصابع الاتهام تتوجه بشكل مباشر إلى إدارة هذه المخيمات في التغطية والمساهمة بحالات الفساد، حيث يتولى المدعو طي البصير إدارة مخيمات الرقة بالتعاون مع علي الجويم وعبد الكريم الزعيتر.
ينحدر طي البصير من ريف مدينة القامشلي، وقد انتسب سابقًا لتنظيم الدولة في مجالات الخدمة والحسبة قبل أن يهرب ويقوم بعمل “تسوية” مع قسد بعد دفع مبالغ مالية. أما علي الجويم، الذي ينحدر من بلدة مسكنة بريف حلب، فقد انخرط في التنظيم بين عامي 2014 و2016 قبل أن يهرب ويقوم بتسوية مماثلة.
وتشير الشهادات إلى أن الجويم كان يمارس الابتزاز ضد النساء لتوظيفهن مقابل أخذ جزء من رواتبهن. كما كان له علاقات قوية مع شركات توريد المواد، حيث كان يتلاعب بالعقود ويقدم فواتير مزورة.
عبد الكريم الزعيتر، الذي ينحدر من بلدة الكرامة شرق الرقة، هو عنصر سابق في جبهة النـ.ـصرة ومن ثم تنظيم الدولة. اتهم بجرائم اعتقال وتعذيب وإعدام أثناء وجوده في صفوف التنظيم، مع خسارة التنظيم للمنطقة توجه ” الزعيتر ” إلى مدينة الحسكة وأجرى تسوية مع “قسد”.
وبعد إجرائه للتسوية، تمكن من الحصول على وظيفة كعامل يومي في قسم المراقبة والتقييم بعد دفعه رشاوى مالية، قبل أن يتم ترقيته إلى مدير مخيم تل السمن المعروف بـ “كراج حويدر”.وفي سياق متصل، تحدث مصدر محلي من الرقة عن فساد منظمة “بلومونت”، حيث قامت المنظمة بفصل العديد من الشباب خلال شهر إيلول من العام الماضي، وفصل سائقي الآليات الثقيلة بسبب رفضهم دفع رشاوى، إضافة إلى فصل العديد من الحراس بحجة إعادة الهيكلة، مما زاد من معاناة الشباب الذين يعانون من البطالة وقلة الحصول على فرص العمل.
فيما قامت المنظمة لاحقاً بتوظيف أشخاص غير مؤهلين ولا يحملون أي شهادات تعليمية، وذلك مقابل رشاوى مالية تقلتها.
يُذكر أن قيادة المنظمة في أربيل متهمة بتلقي رشاوى مالية وهدايا، وكذلك الحصول على حصص من المناقصات. كما أن إدارة مكتب واشنطن لا تهمها سوى جني ملايين الدولارات من المانحين، بحيث يتم توزيع الميزانيات بطريقة تفضيلية.
فعلى سبيل المثال، يقال إن مخيمي الطلائع وتل السمن، بسبب كون سكانهما من الفئة المرغوبة، يحظون بأفضل الخدمات، على الرغم من أنهم ليسوا بأمس الحاجة إليها. في المقابل، يغرق سكان المخيمات العشوائية في الفقر والحرمان دون أن تبدي هذه المنظمات أي اهتمام بهم. هذه الادعاءات تثير تساؤلات حول نزاهة وشفافية إدارة المنظمة وتوزيع المساعدات.