*فرات بوست: تقارير ومتابعات
أصبحت تجارة المخدرات من بين الظواهر الاقتصادية الرئيسية التي تموّل الميليشيات في سوريا؛ خاصة الميليشيات المقربة من نظام الأسد. تستفيد ميليشيا القاطرجي بشكل كبير من هذه التجارة، حيث توفر إيران بشكل رئيسي استقراراً مالياً وأمكانيات تمويل واسعة النطاق.. وذلك بفضل إيراداتها الكبيرة التي تستخدم في دفع الرواتب للمقاتلين المحليين والأجانب، وتمويل الأنشطة العسكرية والسياسية.
أهمية إيران بالنسبة لميليشيا القاطرجي، هي أنها تلعب دوراً حاسماً في تمويلها وتعزيز نفوذها. هذه التجارة تعتمد بشكل أساسي على بيع المخدرات داخل الأراضي السورية أو تصديرها إلى الدول المجاورة.
أحد الأمثلة على هذه النشاطات هو دور ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في نقل المخدرات من إيران إلى العراق، ثم إلى سوريا، باستخدام معبر البوكمال الحدودي وغيره من المعابر غير الرسمية بالقرب من الحدود السورية العراقية. بالإضافة إلى ذلك، هناك معابر أخرى مثل:
«معبر البوعاصي وشعيب الذكر»
– يعتبر هذا المعبر على طريق حلب الرقة نقطة رئيسية لعبور المدنيين بشكل أساسي، وليس بشكل رئيسي للتجارة. تديره “قسد” من جهة و “النظام السوري” من جهة أخرى.
«معبر شنان»
– يقع في منطقة معدان شرق الرقة ويستخدم بشكل أساسي لأغراض تجارية ومدنية. يمثل نقطة تهريب هامة للسلع بما في ذلك المخدرات.
«الغانم العلي زور شمر»
– يقع في مناطق سيطرة النظام السوري ويقابله في مناطق سيطرة “قسد” قرى الجديدات. يستخدم التهريب هنا بشكل أساسي عبر زوارق نهرية، مما يسهل عمليات نقل المواد المخدرة.
«معبر معدان والشاهر» (خس عجيل)
– يعد معبر معدان غير الرسمي نقطة تهريب هامة في مناطق سيطرة النظام، بينما يُعرف بالشاهر أو خس عجيل في المناطق المُقابلة تحت سيطرة الميليشيات.
*مواد ذات صلة:
“بايدن” يوقّع على إجراء يستهدف تجارة “الكبتاغون” في سوريا
معبر الطبقة بيصل بين مناطق سيطرة قوات النظام و مناطق سيطرة قسد و يستخدم لأغراض تجارية و تعمل الفرقة الرابعة دبابات على استغلال المعبر لإدخال المخدرات و يتم أحياناً التنسيق مع صهاريج نقل نفط القاطرجي بعمليات التهريب التي تتم.
«المسؤولية عن المعابر والتهريب»
– جميع المعابر المذكورة يديرها ويشرف عليها فعلياً تركي البوحمد والميليشيات التابعة له، والتي تلعب دوراً محورياً في عمليات التهريب وتسهيل تدفق المواد المخدرة عبر الحدود.
من بين التكتيكات التي تستخدمها الميليشيات الإيرانية لتعزيز تجارتهم هو استغلال عدم تفتيش قوات قسد للشاحنات عند دخولها للمناطق التي تسيطر عليها، بحجة أنها فارغة ولا تثير الشبهات، حيث يتم تمرير شحنات المخدرات بشكل غير مراقب بدعوى عدم وجود شبهات. بالإضافة إلى ذلك، يقوم السائقون بدفع رشاوى للحواجز العسكرية لتسهيل عبورهم دون أي تدخل.
يهدف نظام الأسد والميليشيات الإيرانية إلى تسهيل إدخال المواد والحبوب المخدرة نحو مناطق سيطرة قسد من أجل نشر الفوضى وضرب الأمان وتخريب المجتمع.
على الرغم من قيادة قسد عمليات أمنية بشكل دائم واعتقال عصابات مروجة للمواد المخدرة إلا أن معظهم يخرجون من السجن بعد فترة بدفع رشاوي لقادة في قسد إضافة إلى ارتباطهم بقادة ذوي سلطة قوية متهمين بجلب هذه المواد الى المدينة..
ويعتبر حي الدرعية وسط مدنية الرقة هو الأكير انتشاراً لظاهرة ترويج وتعاطي الحبوب المخدرة وخاصة نوع كريستال ميث “الأتش بوز”. انتشارها لم يكن حكراً على فئة معينة، بل انتشرت ضمن الكبار والصغار وقد سجلت عشرات من حالات السرقة والخطف لتأمين سيولة مالية لشرائها؛ و الفتيات والنساء اللواتي وصلن حالات إلى بيع أجسادهن لقاء الحصول على مال لتأمين هذه المادة.
- كما يستغل تجار هذه المواد حاجة النساء المتعاطيات لهذه المادة من أجل توظفيهن في مجال ترويج المادة وبيعها.
أدى انتشار التعاطي في صفوف مجتمع الرقة إلى تحوله لجحيم دمّر الحياة الأسرية وأحدث فوضى مابين طلاق وعنف أسري واعتداءات وصلت إلى تسجيل حالات قتل قام بها أشخاص ضد زوجاتهم واطفالهم، وبالعكس ايضاً، وإفساد النسيج الاجتماعي، والأخلاق، وإشغال أهالي المنطقة بهذه المواد… كما أن شعور الشباب بالفراغ واليأس، وعدم وجود فرص عمل، ساعد على انتشار هذه الظاهرة التي أصحبت وباءً استفحل في المجتمع!
- تباع الحبوب المخدرة مثل: “بريجابالين، ترامادول، بالتان، وزولام“، عبر صيدليات على أن يملأ الصيدلي سجل الأدوية النفسية بأسماء وهمية تفادياً للمساءلة والتفتيش من لجان الصحة” أو عبر بعض تجار المخدرات الذين يحصلون عليها من مستودعات دوائية أو صيادلة متواطئين؛ كما يبيعون أصنافاً أخرى مثل الحشيش والكريستال ميث (الأتش بوز)
– إشارة:
يُطالب أهالي الرقة بإنشاء مراكز لعلاج الأمراض النفسية والإدمان، خصوصاً في ظل انتعاش تجارة المخدرات في المدينة وغياب الاهتمام الكافي من قبل المنظمات واقتصار الجهود على مركز الأمل الوحيد في الريف الجنوبي.
في السياق، يقول عمار العمر الخليل، وهو طبيب نفسي في محافظة الرقة يعمل ضمن مركز الأمل، لـ”العربي الجديد”: “افتتح المركز منذ أكثر من شهرين، والخدمات التي يقدمها تركز على والأمراض النفسية مثل الفصام والاكتئاب، وهناك إقبال من المدمنين على العلاج، لكن لا توجد إحصائيات دقيقة”.