*فرات بوست | أخبار ومتابعات
تجمع عشرات المحتجين السوريين اليوم الجمعة في مدينة السويداء ذات الأغلبية “الدرزية” للاحتجاج على تدهور الأوضاع الاقتصادية وخفض الدعم الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، حسبما قال سكان ونشطاء ومسؤولون محليون.
ونظمت مظاهرات متفرقة هذا الأسبوع في قرى حول المدينة الجنوبية الغربية، حيث أغلق محتجون الطرق وتظاهر العشرات في الساحة الرئيسية بالمدينة للمطالبة بوقف تخفيضات الدعم التي أعقبت ارتفاع أسعار البنزين في الأشهر الأخيرة.
وقال حامد معروف، أحد المتظاهرين الذين انضموا إلى الاحتجاجات منذ بدايتها:“لقد تأثرنا بألم شعبنا وسنواصل احتجاجنا السلمي حتى يتم تلبية مطالبنا”.
وتقول حكومة الأسد إن التخفيضات في برنامج الدعم الذي كان وافراً في السابق لتخفيف العبء على المالية العامة للدولة المتضررة من العقوبات لم تؤثر إلا على الأغنياء.
لكن العديد من المحتجين يقولون إن هذه الخطوة زادت من محنة السوريين العاديين الذين نجوا خلال عشر سنوات من الحرب المدمرة ويكافحون الآن لشراء الغذاء والإمدادات الأساسية وسط تفشي التضخم وانحدار الدخل.
يلقي السكان باللوم في السخط المتزايد داخل صفوف أولئك الذين وقفوا إلى جانب بشار الأسد خلال الصراع على الفساد المستشري وتفاقم عدم المساواة.
ظلت مدينة السويداء تحت سيطرة نظام الأسد خلال الصراع الذي أودى بحياة مئات الألوف وشرد وهجّر الملايين.
وقال شهود عيان إن مئات من قوات الأمن شوهدوا وهم يصلون في حافلات قادمة من دمشق بينما حث نشطاء الناس على النزول إلى الشوارع يوم الجمعة.
وهتف المتظاهرون” نريد أن نعيش بكرامة“، ورفعوا لافتات كتب عليها” لم يبق شيء للفقراء “، مع التلويح بعلم الطائفة الدرزية.
ولم تذكر وسائل الإعلام التابعة لنظام الأسد الاحتجاجات. وكتبت مستشارة بشار الأسد بثينة شعبان في صحيفة مقربة من النظام، يوم الإثنين “أن الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في 2011 التي سحقتها قوات الأمن بعنف وتصاعدت إلى الصراع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات كانت مستوحاة من الخارج لتدمير البلاد.”
لكن شعبان، لن تعترف هي ونظام الأسد بقتل المتظاهرين السلميين، وتدمير المدن، وتهجير سكانها، بأعداد فاقت 12 مليون سورياً، مشردين ولاجئين بين الدول، أو في المخيمات!
- وقال شيوخ الطائفة الدرزية إن الاحتجاجات السلمية ضد الإجراءات الحكومية غير العادلة لها ما يبررها.
والاحتجاجات نادرة في المناطق التي يسيطر عليها الأسد، حيث لم تنخرط الأقلية الدرزية منذ فترة طويلة في احتجاجات عام 2011، إلا بعض قرى، وأعداد قليلة، ومن خرج في المظاهرات أو انخرط في الثورة السورية، السلمية، أو انشق عن الجيش وقاتل في الجيش الحر، من الطائفة الدرزية، كان نصيبه الموت، أو الاعتقال، كباقي السوريين.