مصير التفاهم التركي الأمريكي ونشر منظومة “إس-400” في سوريا؟

by Ahmad b..d

فرات بوست: تقارير ومتابعات/ رأي 

 

تركيا

التطورات العسكرية التي حدثت في سوريا أواخر العام الماضي مع سقوط نظام الأسد، قلبت الوضع رأساً على عقب، ليس فقط على رقعة الشطرنج السورية، بل غيرت أيضاً التحالفات ومراكز النفوذ. أدّت التغييرات التي حدثت في دمشق إلى تحولات كبيرة في خريطة القوى الإقليمية والدولية. لم تؤثر هذه التغييرات على طبيعة المشهد السوري فحسب، بل أثرت أيضاً على العلاقات بين الجهات الفاعلة الرئيسية مثل تركيا وروسيا والولايات المتحدة.

من بين العديد من النتائج الأخرى لهذه التغييرات في المشهد السوري، تم إخراج سوريا من التحالف المدعوم من إيران في المنطقة. ونتيجة لذلك، أصبح حزب الله معزولاً وأكثر ضعفاً منذ أن تم قطع الممر البري الذي استخدمته طهران لنقل الأسلحة عبر العراق وسوريا إلى وكلائها، لا سيما في لبنان، وانقطع وصوله إلى البحر الأبيض المتوسط. كان هذا مبرراً تستخدمه إسرائيل لاستهداف الأراضي السورية باستمرار، لكن هذا التبرير لم يعد موجوداً اليوم.

تركيا

مسؤولون عسكريون يعملون حول طائرة نقل روسية تحمل أجزاء من أنظمة الدفاع الجوي S-400، بعد هبوطها في مطار مورتيد العسكري خارج أنقرة، تركيا، 27 آب 2019. (صورة أسوشيتد برس)

في غضون ذلك، تشير التقارير الإعلامية حول عودة تركيا إلى برنامج “إف 35” إلى أن الولايات المتحدة ستعيد طائرات إف 35 إلى تركيا وتعيد دمج البلاد في البرنامج، بشرط حل مشكلة نظام الصواريخ الروسيإس 400” أولاً.

«أزمة إس-400»

كان شراء تركيا لنظام صواريخ إس-400 من أكثر القضايا إثارة للجدل مع الولايات المتحدة، إلى جانب دعمها لجماعة غولن المصنفة إرهابياً من قبل تركيا (فتح الله غولن) وحزب العمال الكردستاني. قررت أنقرة شراء نظام إس-400 من روسيا بعد رفض الولايات المتحدة طلب تركيا شراء نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي باتريوت خلال رئاسة باراك أوباما.

تركيا

تزعم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن النظام الروسي “غير متوافق مع أنظمة وأسلحة الناتو”. ومن المثير للاهتمام أن روسيا باعت سابقاً صواريخ إس-300 إلى العديد من دول الناتو، بما في ذلك بلغاريا واليونان وكرواتيا وسلوفينيا.

تظهر التقارير الأخيرة استعداد واشنطن لحل النزاع المستمر مع أنقرة. منذ الانتهاء من عملية الشراء، طلبت الولايات المتحدة من تركيا إعادة صواريخ S-400 إلى روسيا أو بيعها إلى دولة أخرى أو الالتزام كتابياً بعدم تنشيط النظام.

*مواد ذات صلة:

وزير الخارجية التركي يزور واشنطن لبحث الوضع في سوريا وغزة

تركيا
وبما أن القضية تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد منظومة صاروخية، تسعى أنقرة إلى الحفاظ على التوازن بين موسكو وواشنطن، مفضلة عدم المخاطرة بعلاقاتها مع أي من الجانبين على حساب الآخر. أحد أكثر السيناريوهات جدوى التي يمكن أن تقبلها الأطراف الرئيسية الثلاثة هو نشر نظام S-400 في سوريا.

  • ويمكن أن يكون نشر صواريخ إس400 في سوريا جزءاً من اتفاق دفاعي مشترك بين دمشق وأنقرة، مع تزايد المناقشات مؤخراً حول تعزيز التعاون الأمني بين البلدين الجارين. وقد يصبح هذا الأمر أكثر منطقية مع استمرار إسرائيل في استهداف الأراضي السورية، مما يفتح الباب أمام مزيد من التعاون التركي السوري في هذا السياق.

ويشير مراقبون إلى أن هذا السيناريو يمكن أن يرحب به جميع الأطراف المعنية، لأنه سيعزز الموقف الدفاعي لتركيا ضد التهديدات الجوية، ويحافظ على علاقة مستقرة مع روسيا في هذه الفترة الحساسة من التطورات السورية، ويتماشى مع الاتفاقيات الأمنية والعسكرية المتوقع توقيعها بين أنقرة ودمشق. وهذا مهم بشكل خاص بعد المبرر الذي استخدمته إسرائيل لمهاجمة الأراضي السورية، مثل مواجهة التوسع الإيراني أو نقل الأسلحة إلى حزب الله، مما يجعله غير صالح. يمكن أن يساهم نشر نظام الدفاع الصاروخي S400 في الاستقرار الإقليمي وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية.

واليوم، يبدو أن العلاقات الروسية السورية على شفا فصل جديد بين موسكو ودمشق، فصل ينتهي فيه الدعم الروسي السابق لنظام الأسد، وتزداد الدعوات لإعادة إعمار سوريا بشكل مستقل عن القوى الغربية. من المعروف أن روسيا تدعم وحدة أراضي سوريا وتعارض أي حركات انفصالية، وهو موقف تؤيده تركيا وتؤكد عليه بقوة. بالنظر إلى كل ما سبق والعديد من الأسباب الأخرى، قد لا تعارض موسكو مثل هذا الاقتراح. ومع ذلك، فإن كل ما سبق لن يحدث إلا بعد اتفاق بين أنقرة وموسكو وواشنطن.

تركيا


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy