فرات بوست / أخبار / تقارير
أفاد مراسل فرات بوست في مخيم الهول شرقي محافظة الحسكة بأن الآلاف من نساء “تنظيم الدولة”، ضمن القطاع الخاص المعروف بقطاع المهاجرات، يرفضن إدخال أطفالهن إلى المدارس التي افتتحتها المنظمات الإنسانية.
وأضاف أن هؤلاء النساء تبرر موقفهن بحجة أن المناهج التعليمية تتضمن أفكاراً “كفرية” تتعارض مع معتقدات التنظيم، إضافة إلى احتوائها على مواد ترفيهية وموسيقية قد تؤثر سلباً على أفكار أطفالهن.
وأوضح المراسل أن أربع منظمات غير حكومية، وهي منظمة “Safe children”، ومنظمة “NRC”، وجمعية “اليمامة”، ومنظمة “كويا”، قامت بإطلاق مدارس ضمن القطاع الخاص. وقد دعت هذه المنظمات النساء إلى إرسال أطفالهن للمشاركة في برامج محو الأمية، إلا أن هذا الاقتراح قوبل برفض واسع من قبل عدد كبير من النساء.
وأضاف مراسلنا أن هذه المنظمات، في سعيها لإقناع الأهالي بإرسال أطفالهم، اتبعت أساليب جديدة في التعليم تركز على تعليم الحروف والأرقام والقراءة والرياضيات باللغات العربية والكردية والإنجليزية، مع تقليل التركيز على الدروس الخاصة بمناهج “قسد” التي ترفضها نساء التنظيم.
ويضم القطاع الخاص حوالي 8000 سيدة وطفل من عوائل تنظيم الدولة، ينتمون إلى جنسيات عربية (غير سورية ولا عراقية)، بالإضافة إلى جنسيات أجنبية من دول آسيوية وأوروبية وأفريقية وأمريكية.
وتلجأ غالبية نساء التنظيم إلى الدروس الخصوصية التي تقدمها نساء متعلمات، حيث يتم تدريس المواد الدينية والرياضيات واللغات بعيداً عن أعين قسد. ومع ذلك، تقوم الأخيرة بحملات اعتقالات متكررة تستهدف المدرسات العاملات في هذا المجال.
وفي مخيم “روج” بريف المالكية، الذي يضم أيضاً عوائل من تنظيم الدولة، يختلف الوضع عن مخيم الهول. حيث تنشط منظمة “Safe Children” في مجال التعليم، إذ يوجد مدرستان يرتاد إليهما الأطفال لتعلم اللغات العربية والكردية ومناهج أخرى.
وتظهر رغبة نساء التنظيم في إرسال أطفالهن إلى هذه المدارس، بهدف التعلم وإيصال رسالة إلى دولهن تعبر عن رغبتهم في الاندماج والعودة إلى الوطن، مؤكدات أنهن لم يعد يحملن أفكار تنظيم الدولة المتشددة.