رغم المعلومات الأخيرة التي تفيد بحصول اتفاق بين وجهاء مدينة كفر تخاريم من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، إلا أن ما يحصل اليوم في المدينة، يشير إلى الدرجة الكبيرة من التجاوزات التي وصلت إليها “تحرير الشام”، عبر حصار المدنيين وملاحقة الناشطين واعتقالهم وقتل بعضهم أحياناً تحت التعذيب، ومقاتلة فصائل المعارضة، وفي كل مرة تحت حجة مختلفة، ويرى الكثير من الناشطين السوريين أنها غير مقنعة، وليست مبررة.
ووفق ما أفاد به مراسل “فرات بوست” في ريف إدلب الشمالي الغربي، فإن عدم دفع الزكاة التي كانت الحجة لحصار المدينة، قبل قصفها ومحاولة اقتحامها اليوم، تُخفي خلفها العديد من الأسباب الأخرى، ومن بينها أن المدينة التي يسيطر عليها “فيلق الشام”، التابع لـ”الجبهة الوطنية للتحرير”، عُرفت بأنها من المناهضين لـ”تحرير الشام” وسياساتها ونهجها.
وأفاد المراسل، بأن السكان لم يمتنعوا عن دفع الزكاة عن معاصر الزيتون، لكنهم رفضوا منحها للسلطة المركزية، أو ما تعرف بـ”لجان جمع الزكاة” في حكومة الإنقاذ.
وكانت “تحرير الشام”، قد بررت هجومها، إضافة إلى قضية الامتناع عن دفع الزكاة للسلطة المركزية، بالقبض على من وصفتهم بـ”المفسدين”، والتجاوزات والتعديات التي قام بها هؤلاء، ورفضهم تسليم أنفسهم، لتبدأ صباح اليوم الخميس باقتحام المدينة مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين.
وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية، عن وجود اتفاق بين الهيئة وأهالي مدينة تخاريم، يقضي بعودة الامور إلى المدينة على ما كانت عليه سابقاً، وفتح الطرقات، وانسحاب جنود “تحرير الشام”.