خاص – فرات بوست
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بالأنباء التي تحدثت عن تمكن قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها من كسر حصار أحياء دير الزور الخاضعة له، عبر القسم الجنوبي الغربي من المدينة.
ولم تمر ساعات على بدء تداول هذه الأنباء، حتى بدأت تتكشف الحقائق، ليتبين أن ما جرى يدخل في باب الدعاية الإعلامية للنظام، والوضع الميداني لا صلة له بما تم تداوله.
وبحسب ما علمته “فرات بوست”، فإنه في قرابة الساعة العاشرة من مساء الأحد، عمدت سيارة تابعة لفرع “أمن الدولة” التابع لنظام الأسد، وعليها مكبرات صوت، إلى بث أخبار في شوارع الأحياء المحاصرة، مضمونها أن قوات النظام وصلت إلى منطقة “قبور النصارى” المحاذية” لمقر اللواء 137 جنوب غرب مدينة دير الزور، وأن الطريق سيفتح خلال ساعات.
كما بثت ميليشيات تابعة للنظام عبر عناصرها أخبار، تفيد بأن قوات النظام دخلت اللواء والتقت مع العناصر المتواجدين بداخله، الأمر الذي جعل سكان الأحياء المحاصرة يتجمهرون لمعرفة حقيقة ما يجري، وتم تصويرهم من قبل شبكات إعلامية تابعة للنظام على أنهم يحتفلون بـ”الخلاص وفك الحصار”، ليعقب ذلك إطلاق عناصر النظام والميليشيات الأعيرة النارية بهدف إيهام المدنيين بأن الحصار قد انتهى.
تنظيم داعش رد على هذه الأخبار بقصف الأحياء المحاصرة بقذائف الهاون، ما أدى إلى استشهاد 3 مدنيين على الأقل وإصابة عدد آخر، كما اندلعت اشتباكات متقطعة في حي الرشدية، وأطراف اللواء 137.
ورغم تداول أخبار وصول قوات النظام إلى دير الزور على مواقع التواصل الاجتماعي وبين أبناء دير الزور خارج المحافظة، إلا أن محمد إبراهيم محافظ دير الزور المعين من قبل نظام الأسد، نفى ذلك عبر تصريح لوكالة “رويترز” نشرته صباح اليوم الاثنين، وزعم أن هذه القوات ستصل إلى دير الزور في غضون 48 ساعة.
المعلومات التي حصلت عليها “فرات بوست”، تؤكد بأن قوات النظام والميليشيات المقاتلة معها تبعد حالياً أكثر من 20 كم عن المدينة، كما أن حقل الخراطة (23 جنوب غرب دير الزور) ما زال تحت سيطرة داعش، بعكس ما روج له النظام عبر إعلامه.
كما تفيد المعلومات، بأن بعض المناطق التي تقدمت إليها قوات النظام جنوب غرب المحافظة لم تشهد اشتباكات مع تنظيم داعش، لأن أغلبها تخلو من عناصر التنظيم ومن التجمعات المدنية (بادية).
وفي هذا الإطار، تواردت أنباء عن استمرار التنظيم بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة دير الزور بالقرب من الشولا (30 كم جنوب غرب مدينة دير الزور)، بهدف التصدي لقوات النظام والميليشيات القريبة من المنطقة.
يذكر بأن قوات نظام الأسد والميليشيات المتحالفة معها، تمكنت صباح أمس من التقدم داخل الحدود الإدارية لدير الزور، عقب سيطرتها على بلدة هريبشة (50 كم جنوب غرب دير الزور)، بالتزامن مع معارك جرت بمحيط قرية كباجب جنوب غرب المحافظة.
هذه التطورات، تزامنت مع استمرار حملة القصف الجوي المكثف التي يتعرض لها ريف دير الزور الغربي للأسبوع الثاني على التوالي، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين، وحالة نزوح كبيرة بين المدنيين.
ووثق ناشطون استشهاد 65 مدنياً جراء القصف على الريف الغربي، بينهم 11 طفلاً و 21 امرأة، عدا شهداء بلدات التنبي و البويطية، الذين لم يتم الحصول على اسمائهم لصعوبة الاتصالات والتواصل.
ماذا حصل في دير الزور خلال الساعات الماضية.. وما حقيقة الوضع الميداني الآن؟
100
المقال السابق