فرات بوست : أخبار | تقارير
يتطلع سكان محافظات الحسكة والرقة ودير الزور إلى انسحاب القوات الأمريكية من قواعدها العسكرية بتفاؤلٍ حذر، معتبرين أن هذه الخطوة قد تُشكِّل بدايةً لتعزيز سيطرة الحكومة السورية على المنطقة بأكملها، وإنهاء النفوذ العسكري والإداري لقوات “سوريا الديمقراطية” (قسد).
ويرى كثيرون أن هذا الانسحاب قد يُشكِّل نقطة تحوُّلٍ حاسمة تُضعف هيمنة “قسد” على المؤسسات والموارد المحلية، خاصةً في ظل اتهامات السكان لها بالسيطرة على مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية، مما أدى – وفقاً لهم – إلى تدهور البنية التحتية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتفشي الجريمة وتعاطي المخدرات.
من جانبهم، يشير التجار وأصحاب الأعمال إلى أن “قسد” فرضت ضرائب باهظةً على الأنشطة الاقتصادية، وعرقلت حركة التبادل التجاري داخلياً وخارجياً، بل وسيطرت شبه كاملة على موارد النفط والغاز، في وقتٍ تعاني فيه المنطقة من نقص حاد في المحروقات وارتفاع جنوني في أسعار النقل والسلع الأساسية.
كما يَعُول السكان على أن تعيد مؤسسات الدولة – بعد عودتها – تسهيل التنقل بين المحافظات في المجالات التجارية والتعليمية والصحية، فضلاً عن إحياء قطاعات الزراعة وتربية المواشي، التي تضررت جراء سياسات “قسد” الاحتكارية في الاستيراد والتصدير.
على الصعيد الأمني، يطمح الأهالي إلى أن تُحقِّق سيطرة الدولة انفراجاً بإنهاء انتهاكات الأجهزة الأمنية التابعة لـ”قسد”، والإفراج عن آلاف المعتقلين والمختفين قسرياً بتهمٍ مُلفَّقة.
كما يُؤمَل أن تُساهم سلطات الدولة في إدارة سجون عناصر تنظيم “الدولة” بشكلٍ قانوني، عبر التعاون مع الدول المعنية ضمن قنوات دبلوماسية رسمية، وهو ما كان غائباً تحت سيطرة قوات غير معترف بها دولياً.
في الختام، يرى السكان أن الانسحاب الأمريكي قد يمثِّل فرصةً تاريخيةً لاستعادة الاستقرار والتنمية إلى المنطقة، وطي صفحة الصراعات لفتح آفاق جديدة من الأمن والازدهار.