*فرات بوست: أخبار | تقارير
تشهد الساحة الألمانية توتراً متزايداً مع كل عملية إرهابية يتم تنفيذها من قبل أشخاص ذوي أصول سورية، خاصةً من أبناء محافظة دير الزور. هذه المحافظة التي باتت تُعرف في الأوساط الأوروبية بأنها معقل لـ “تنظيم الدولة”، وأصبح مواطنوها يعيشون تحت طائلة التمييز والاتهامات الجاهزة بالإرهاب.
- ورغـم الجـهـود الحثيثة التي بذلها الـصحـفيـون والناشطـون السوريون لكشف هوية الإرهابيين
وتقديم الوثائق التي تثبت تورطهم إلى السلطات الألمانية عبر الأمم المتحدة والوكالة الدولية
لمعاقبة مجرمي الحرب، إلا أن النتيجة كانت مزيداً من الازدواجية في التعامل مع هذه القضية الحساسة.
الصحفيون والناشطون في مواجهة الإرهاب:
منذ بداية الصراع في سوريا، وضع الصحفيون والناشطون السوريون حياتهم على المحك في سبيل توثيق الجرائم التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية وعلى رأسها “تنظيم الدولة”.
العديد من الصحفيون قاموا بجمع معلومات دقيقة وموثقة حول العديد من الشخصيات التي وصلت إلى أوروبا متخفية بين اللاجئين، وأرسلوا هذه المعلومات إلى الجهات الدولية والألمانية المختصة. كان الهدف هو تسليم هؤلاء الإرهابيين إلى العدالة ومنعهم من مواصلة جرائمهم في الأراضي الأوروبية.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلت في هذا السياق، إلا أن تضارب المصالح بين الأحزاب السياسية الألمانية أدى إلى تهميش تلك الوثائق في بعض الأحيان، بل وحتى تغطية بعض المجرمين من أجل تحقيق مكاسب سياسية ضيقة.
ازدواجية التعامل: تسييس قضية اللاجئين
إن ازدواجية السلطات الألمانية في التعامل مع هذه الملفات باتت واضحة، حيث تُستخدم المعلومات حول الإرهابيين الوافدين كورقة ضغط سياسي بين الأحزاب.
ففي الوقت الذي تحاول فيه بعض الأحزاب تحميل مسؤولية تواجد هؤلاء المجرمين في البلاد إلى الأحزاب التي دعمت استقبال اللاجئين في عام 2015، تحاول أخرى استغلال هذه القضايا لتعزيز أجندتها الأمنية المعادية للاجئين.
وبهذا الصدد، أصبحت قضية أبناء دير الزور ورقة انتخابية تُستغل للحصول على أصوات الناخبين. يتم تكرار الصورة النمطية التي تصورهم جميعاً كإرهابيين، وهو ما يزيد من معاناة أولئك الذين فروا من بطش “تنظيم الدولة” بحثاً عن الأمان، ليجدوا أنفسهم تحت طائلة التمييز والشكوك.
النتائج: ضحايا اللعبة السياسية
للأسف، فإن هذا التضارب في المصالح وعدم التعاون الجدي بين الأطراف المعنية أدى إلى استمرار وجود بعض الإرهابيين في أوروبا، وعدم محاسبتهم إلا بعد ارتكابهم لجرائم جديدة. وفي كل مرة يحدث فيها هجوم إرهابي جديد، يتم تكرار نفس السيناريو: اتهام أبناء دير الزور، وتحميلهم وزر جريمة لم يرتكبوها.
اليوم، بات من الواضح أن النشطاء السوريين لم يتقاعسوا في أداء واجبهم، ولكن تضارب المصالح السياسية الألمانية جعل من محاربة الإرهاب ملفاً ثانوياً يُستغل في المنافسة الانتخابية. وهذا ما يضع مسؤولية أخلاقية على السلطات الألمانية لتصحيح مسارها والتعاون بشكل أكثر جدية مع الجهات الدولية لضمان تقديم كل مجرم إلى العدالة، بعيداً عن التجاذبات السياسية.
فرات بوست ستواصل متابعة هذه القضية الحساسة، وتسليط الضوء على الجهود الجبارة التي يبذلها الصحفيون والناشطون السوريون، والعمل على إيصال صوت ضحايا هذه اللعبة السياسية إلى العالم.
مركز الفرات لمناهـ.ـضة العـ.ـنف والإرهـ.ـاب يقود لاعتقـ.ـال قيـ.ـادي بارز من “تنظيـ.ـم الـ.ـدولة” في دير الزور
ولا يخفى على أحد حجم المأساة التي عاشها أبناء محافظة دير الزور تحت وطأة إرهاب تنظيم الدولة قبل سنوات إذ أن معظم الشبان هاجروا إلى أوروبا خوفاً من بطش التنظيم الذي حكم المنطقة لنحو أربعة سنوات.