فرات بوست / أخبار / تقارير
دخلت قافلة تحمل مساعدات مقدمة من الأمم المتحدة إلى مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة اليوم الجمعة، وهي أول شحنة من نوعها تعبر خطوط المعركة منذ زلزال مميت بقوة 7.8 درجة ضرب تركيا وسوريا في شباط/ فبراير من العام الجاري.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن قافلة مساعدات تحمل إمدادات إنسانية عبرت من حلب إلى شمال غرب سوريا. وكانت آخر شحنة مساعدات للأمم المتحدة تعبر خطوط المعركة إلى الشمال الغربي في 8 يناير كانون الثاني.
في أعقاب الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال سوريا في 6 شباط/فبراير، وتسبب في دمار واسع النطاق، منعت قوافل المساعدات “عبر خطوط التماس” من دخول إدلب من المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد من قبل جماعة “هيئة تحرير الشام” التابعة لتنظيم القاعدة سابقاً، والتي تهيمن على المنطقة. واتهمت ذراع إدارية للجماعة نظام بشار الأسد في بيان في ذلك الوقت بمحاولة “الاستفادة من المساعدات المخصصة لضحايا الزلزال”.
في أعقاب الزلزال، أصبح تسليم المساعدات إلى المناطق المتضررة من الزلزال معركة سياسية، حيث ضغط معارضو الأسد والعديد من منظمات الإغاثة على الأمم المتحدة لإرسال المزيد من شحنات المساعدات إلى شمال سوريا عن طريق تركيا، في حين ضغطت حكومة بشار الأسد وحليفتها، روسيا، من أجل إرسال المساعدات عبر دمشق.
ولا يسمح للأمم المتحدة عادة بإيصال المساعدات إلا عبر معبر حدودي واحد من تركيا، في باب الهوى، بناء على إصرار روسيا، وهي عضو دائم في مجلس الأمن.
بعد الزلزال، وافق الأسد على فتح معبرين جديدين من تركيا، في باب السلامة والراعي على أساس مؤقت، على الرغم من أنه من الناحية العملية، استمرت غالبية المساعدات عبر الحدود في الوصول عبر باب الهوى. ومن المقرر تجديد تفويض تسليم المساعدات عبر الحدود في باب الهوى الشهر المقبل في مجلس الأمن الدولي.
ورفض مسؤولو هيئة تحرير الشام التعليق على أسباب تغيير موقفهم من المساعدات القادمة من المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد. لكن “سام هيلر“، وهو زميل في “مركز سنشري إنترناشيونال للأبحاث” ومقره نيويورك، قال إن قرار المجموعة قد يكون مرتبطاً بتصويت الشهر المقبل.
وقال إن مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة اشتكى من عدم وجود شحنات عبر خطوط التماس وإن السماح بتسليمها الآن ربما كان يهدف إلى تشجيع روسيا على الموافقة على استمرار المساعدات عبر الحدود.
وقال “لن يتم تجديد التفويض عبر الحدود إلا بموافقة روسيا”.
وقالت مجموعة تنسيق الاستجابة السورية، وهي منظمة إنسانية تعمل في شمال غرب سوريا، في بيان إن “القوافل الإنسانية كانت تحت رحمة التوترات السياسية الدولية”، ودعت المنظمات الدولية إلى إيجاد سبل لزيادة حجم المساعدات التي تصل إلى المنطقة.