*فرات بوست: تقارير ومتابعات
دق مسؤولو الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ناقوس الخطر يوم الخميس بشأن أزمة إنسانية في شمال غرب سوريا الذي يسيطر عليه المعارضة، محذرين من أن القصف المكثف من قبل قوات الأسد أدى إلى نزوح ما يقرب من 70،000 شخص في الأسابيع الأخيرة.
قصفت قوات الأسد، بدعم من روسيا، شمال غرب البلاد هذا الشهر، خاصة بعد هجوم بطائرة بدون طيار “استهدف” حفل تخرج كلية عسكرية في قلب مدينة حمص التي يسيطر عليها النظام. وقتل ما لا يقل عن 89 ضابطاً ومدنياً، مما يجعله واحداً من أكثر الهجمات غموضاً في مناطق النظام، حيث اتهم النظام قوات المعارضة، وكانت الأخيرة قد نفت مسؤوليتها عن الهجوم، واتهمت نظام الأسد وإيران بتدبير هذه المجزرة لردع حاضنته الشعبية من الانسياق وراء المظاهرات التي تشهدها محافظة السويداء، وبعض التحركات المعارضة من قبل نشطاء في الساحل السوري.
- أفادت الوكالات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان أن الضربات السورية والروسية ضربت المستشفيات والمدارس والبنية التحتية المدنية الأخرى في الوقت الذي تعاني فيه سوريا من 13 عاماً من الصراع الذي أودى بحياة ما يقرب من مليون شخص.
وقال “ديفيد كاردن“، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، بعد اجتماعه مع النازحين السوريين الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة: “نحن في أكبر تصعيد للأعمال العدائية منذ عام 2019″، مضيفاً “ما يريدونه قبل كل شيء هو العودة إلى ديارهم، لكنهم في الوقت الحالي لا يشعرون بالأمان للقيام بذلك”.
تعتمد الغالبية العظمى من 4.5 مليون شخص يعيشون في محافظتي إدلب وشمال حلب على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، ويعيش نصفهم تقريباً في مخيمات النازحين. وتسيطر على شمال غرب سوريا “هيئة تحرير الشام” المرتبطة بتنظيم القاعدة في محافظة إدلب والجماعات المدعومة من تركيا في شمال محافظة حلب.
وأدى تقلص الميزانيات بسبب إرهاق المانحين إلى جعل المنظمات الإنسانية تكافح من أجل الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في القطاع الفقير الذي يتعرض لهجمات يومية.
وقام كاردن ومسؤولون آخرون في الأمم المتحدة بجولة في المخيمات التي يقيم فيها ملايين السوريين. ورافقه “أوليفر سميث“، كبير منسقي العمليات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، و“روزا كريستاني”، رئيسة مكتب منظمة الصحة العالمية في غازي عنتاب بتركيا.
وقالت كريستاني إن منظمة الصحة العالمية تلقت 23 تقريراً عن ضربات أثرت على المرافق الصحية، بينما أغلقت تقارير أخرى خوفاً من تعرضها للقصف أيضاً.
“آمل حقاً أن يتم استئناف الخدمات، ونطلب حقاً من الجميع عدم استهداف أو عدم القيام بقصف عشوائي على المدنيين، أو المرافق الطبية أو سيارات الإسعاف”، قالت كريستاني لوكالة “أسوشيتد برس” بعد زيارة مستشفى الشام بالقرب من مدينة سرمدا.