قسد في مأزق: خيارات صعبة في ظل غياب الدعم الأمريكي

by Anas abdullah


فرات بوست
: أخبار | تقارير

في أعقاب سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، دخلت سوريا مرحلة جديدة من التحولات السياسية والعسكرية، تزامنت مع تغييرات كبرى على الساحة الدولية، أبرزها فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية.

هذا التزامن لعب دورًا كبيرًا في تسريع وتيرة التحولات، خصوصًا مع الدعم الأمريكي غير المباشر للإدارة السورية الجديدة، وزيادة الاعتراف العربي والدولي بها.
الانسحاب الأمريكي وإعادة التموضع
أعلن الرئيس ترامب فور فوزه عزمه سحب القوات الأمريكية من سوريا خلال فترة لا تتجاوز 90 يومًا، مع الإبقاء على وجود رمزي في قاعدة التنف عند المثلث الحدودي مع العراق والأردن.

وبالفعل، بدأت قوافل مكونة من مئات الشاحنات الفارغة بالدخول من العراق عبر معبر الوليد الحدودي اعتبارًا من أواخر ديسمبر 2024، متجهة نحو قاعدتي معمل كونيكو وحقل العمر في دير الزور.

وبحلول شهر أيار/مايو 2025، أصبحت القاعدتان شبه خاليتين من الوجود الأمريكي، فيما بدأت عمليات تفكيك قاعدة الشدادي جنوبي الحسكة.

رُصدت عمليات نقل كثيفة لمعدات وآليات عسكرية ومنظومات تكنولوجية عبر طريق الخرافي نحو قاعدة خراب الجير في رميلان، ومنها إلى الأراضي العراقية.

ترافقت هذه العمليات بحركة جوية نشطة لطائرات شحن عسكرية وطائرات شينوك، مما أظهر أن الانسحاب الأمريكي من الشمال الشرقي السوري بات أمرًا واقعًا.

هذا الانسحاب يُعد المرحلة الأولى من خطة أمريكية للانسحاب الكامل من بقية القواعد العسكرية المنتشرة في مناطق شمال وشرق سوريا.

وتشمل المرحلة التالية قواعد تل بيدر، قسرك، روباريا، قاعدة خراب الجير، وقاعدة الحسكة وغيرها من المواقع العسكرية التي كانت تشكل نقاط ارتكاز للتحالف الدولي في السنوات الماضية.

تداعيات الانسحاب على قوات “قسد”
ترك الانسحاب الأمريكي فراغًا استراتيجياً كبيرًا في مناطق سيطرة “قسد”، والتي كانت تعتمد منذ سنوات على الغطاء العسكري الأمريكي للحفاظ على هيمنتها السياسية والأمنية في شمال وشرق سوريا.

ومع بداية انسحاب القوات، بدأت المؤشرات تظهر على تراجع قدرة “قسد” في فرض سيطرتها، خصوصًا في الريف الشرقي لدير الزور والحسكة.

أمام هذا الواقع، وجدت “قسد” نفسها أمام خيارين: إما الدخول في اتفاق جدي مع الإدارة السورية الجديدة، أو المجازفة بفقدان مناطق نفوذها. وبالفعل، اختارت “قسد” اتباع نهج المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق مع الدولة السورية، سعيًا منها لكسب مزيد من الوقت وإعادة ترتيب أوراقها في ظل الضغوط المتزايدة.

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy