فرات بوست: أخبار | تقارير
أفادت مراسل فرات بوست في مخيم الهول للنازحين شرقي الحسكة بأن قوات الأمن العام التابعة للإدارة الذاتية، والمعروفة محليًا باسم “الأسايش”، أفشلت فجر اليوم محاولة هروب ثلاث عوائل من القطاع الخاص المخصص للمهاجرات داخل المخيم.
وأضاف مراسلنا أن العوائل تنحدر من روسيا والشيشان، وتضم ثلاث نساء وثلاثة أطفال، حاولن قطع سياج المخيم للوصول إلى نقطة يتواجد فيها مهربون كانوا بانتظارهن. إلا أن قوات الأسايش تمكنت من اكتشاف المحاولة بمساعدة كلاب مدربة، مما أدى إلى إطلاق النار وإصابة إحدى النساء بطلقة في يدها، قبل أن يتم اعتقال المجموعة بأكملها.
ويأتي هذا الحادث بعد محاولة مماثلة الأسبوع الماضي، حيث حاولت مجموعة أخرى الهروب من مخيم روج باستخدام نفس الطريقة.
أول خروج لعوائل عراقية من مخيم روج منذ 2017
في سياق متصل، سمحت الإدارة الذاتية، بالتنسيق مع الحكومة العراقية والتحالف الدولي، بخروج 45 عائلة عراقية من مخيم روج في ريف المالكية، وذلك لأول مرة منذ افتتاح المخيم في عام 2017. وتم نقل العوائل إلى الأراضي العراقية بمرافقة طيران التحالف الدولي، في خطوة تُعتبر بداية لعملية إعادة توطين العوائل العراقية التي تقطعت بها السبل في المخيمات السورية لسنوات.
وفي تطور آخر، وبعد القرار الأخير للإدارة الذاتية بالسماح بالعودة الطوعية لحملة الجنسية السورية من مخيماتها، سمحت “قسد” بخروج 58 عائلة سورية، تضم حوالي 300 شخص، من مخيم السد (العريشة) جنوب الحسكة. وتنحدر هذه العوائل من محافظة دير الزور، وتمكنت من العودة إلى منازلها لأول مرة منذ سنوات.
يُشار إلى أن مخيم السد يضم قرابة 14 ألف شخص من مختلف المحافظات السورية، ويعاني من ظروف معيشية صعبة بسبب الاكتظاظ ونقص الموارد.
انتظار تطبيق قرار العودة في مخيم الهول
في الوقت نفسه، ينتظر النازحون السوريون في مخيم الهول تطبيق قرار الإدارة الذاتية بالسماح لهم بالعودة الطوعية إلى ديارهم، خاصة بعد التغيرات السياسية والأمنية في المنطقة، بما في ذلك سقوط نظام الأسد وتقلص الدعم الأمريكي للمنظمات الإنسانية العاملة في المخيمات. ويخشى النازحون من أن يؤدي انخفاض الدعم إلى تفاقم الأوضاع المعيشية داخل المخيمات، مما يزيد من حدة الأزمات الإنسانية.
وتُظهر هذه التطورات تناقضًا في سياسات “الإدارة الذاتية” تجاه القاطنين في المخيمات الواقعة تحت سيطرتها، حيث تُشدد الإجراءات الأمنية لمنع الهروب من جهة، بينما تسمح بعودة طوعية محدودة من جهة أخرى. ويبقى مستقبل آلاف النازحين في هذه المخيمات معلقًا بين انتظار الحلول السياسية وتحسن الأوضاع الإنسانية.