فرات بوست: تقارير / تحقيقات
تستمر عملية الهروب من مخيم الهول للنازحين شرقي محافظة الحسكة، على الرغم من جهود بعض الدول بتعاون مع إدارة المخيم و وجهاء العشائر وحكومة العراق، لإعادة قاطني المخيم إلى بلادهم و مناطقهم.
فيما يظل هناك تحديات تواجه هذه العمليات، إذ يرفض العديد من السكان المشاركة في برامج العودة عبر نظام الرحلات ( الكفالات )، مفضلين اللجوء إلى طرق الهروب غير القانونية ودفع مبالغ مالية باهظة لقاء عملية الهروب.
ووفقاً لتحقيق مفصل أجرته شبكة فرات بوست عن الوضع الراهن في المخيم وأسباب اللجوء إلى طرق التهريب بدلاً من الرحلات النظامية توصلنا إلى النتيجة التالية:
بالنسبة لحملة الجنسية السورية، تشمل الرحلات فقط المقيمين في المناطق الشرقية وريف حلب التي تخضع لسيطرة “قسد”، دون امتدادها لمناطق أخرى من سوريا كدمشق وحمص وإدلب. علماً أن هؤلاء يشكلون نسبة كبيرة في المخيم، حيث يسعون للعودة إلى مناطقهم الأصلية أو لأماكن أخرى.
مع تأخر الرحلات المنظمة لهم، بدأ البعض ينظر إلى طرق التهريب كبديل، مما يؤدي إلى تضييع الوقت وتزايد حالات الاستقرار غير المؤكد خارج المخيم.
أما بالنسبة لحملة الجنسية العراقية، ينقسم السكان إلى ثلاث فئات: الراغبون في العودة إلى مخيم الجدعة لاستعادة حياتهم الطبيعية، والذين لم يكونوا لهم علاقة بتنظيم الدولة.
بالمقابل هناك فئة يفضلون البقاء في المخيم، نظراً للظروف المناسبة داخله مقارنة بما يحدث خارجه، وخاصة في المناطق التي تخضع لسيطرة الميليشيات الإيرانية. أيضاً هناك فئة ترفض العودة إلى العراق بسبب مخاوف أمنية تجاه الحكومة العراقية أو الميليشيات المدعومة من إيران، مما يجعلهم يفضلون الهروب عبر الحدود نحو تركيا أو أوروبا بدفع مبالغ مالية ضخمة للمهربين.
حيث يصل سعر الهروب من المخيم حالياً إلى ٣٥٠٠ دولار أمريكي للشخص الواحد من حملة الجنسية السورية والعراقية، للخروج إلى ريف الحسكة، مع زيادة تلك المبالغ في حال الرغبة في الوصول إلى منبج أو الشمال السوري أو تركيا.
مواد ذات صلة:
محاولة هروب فاشلة في مخيم الهول
في القطاع الخاص أو ما يعرف بقطاع (المهاجرات)، الذي يشهد تشديداً أمنياً كبيراً من قبل قسد على قاطنيه الذين يمثلون جنسيات مختلفة، تصل تكاليف التهريب للشخص الواحد إلى أكثر من ٢٠ ألف دولار، مع تجنب المهربين لتهريب الأجانب بسبب العقوبات القاسية المفروضة عليهم.
في ظل هذه الظروف، يظل قضية العودة والبقاء في المخيمات السورية محوراً للنقاش، مع تأثيراتها الواسعة على حياة السكان ومستقبلهم.