فرات بوست _ لا شيء يشبه الحياة مع دخول الأحياء المحاصرة سنة جديدة من الحصار تدخل والخوف يكبر والجوع يفتك بالأجساد النحيلة وظل الموت يقترب أكثر فأكثر حصار خانق على ضفاف نهر الفرات الذي لم يكن منذ فجر التاريخ سوى أرض الخصب والحياة والعطاء حصار ثنائي تفرضه ضواري البغدادي وذئاب البعث حيث لا شك في موت محتوم يعيش ضمن هذه الأحياء أكثر من 100 ألف مدني يمنع تنظيم داعش الدخول أو الخروج منها وإليها كما يمنع دخول أي مواد غذائية وصحية أو محروقات أو أي مقومات للحياة والرغد أن تموت فجأة بأي وسيلة خير من إنتظار الموت جوعا وقهرا هذا حال لسان المدنيين حيث أضحى زمنهم أشبه بزمن الإنسان البدائي بل ربما ذاك الزمان كان أفضل بقليل.
.الأوضاع الصحية : تزداد الأوضاع الصحية مأساوية كما سجل عدة وفيات بينهم أطفال ومسنين وذلك بسبب نقص الغذاء و الاصابة بالهزال ثم الضعف العام فالموت ولا يقدم النظام أي خدمات طبية الا لقواته العسكرية والميليشيات التابعة له حيث يكفي المدنيين المصابين بقذائف التنظيم بالإسعافات الأولية ويتم تحويلهم الى مستوصف الهلال وتفاقم هذا الوضع بعد خروج مشفى الأسد عن الخدمة في أخر هجوم شنه التنظيم ومغادرة الكوادر الطبية حيث من النادر وجود أطباء مختصين مع انتشار المزيد من الأمراض والأوبئة والتهاب الكبد AوB والعشى الليلي والهزال والضعف العام وندرة الأدوية واحتكارها من قبل قوات النظام حيث تخلو رفوف الصيدليات من أبسط أنواع الأدوية كحبوب المسكن وحليب الأطفال وإذا توافرت ستكون بعشرة أضعاف سعره
الأوضاع المعيشية : إغلاق كافة الطرق والمعابر للأحياء المحاصرة بقرار كل من النظام والتنظيم للعام الثالث على التوالي زاد من ضراوة هذا الحصار الجائر نقص حاد في المواد الغذائية وارتفاع في أسعار المواد المتوفرة حيث تتكون الوجبة الوحيدة والرئيسية من الماء والخبز فقط وتم توثيق أكثر من ثلاثون حالة من الوفيات بسبب سوء التغذية كما لم يسهم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلا بزيادة معاناة المدنيين ضمن هذه الأحياء وذلك بسبب سيطرة قوات النظام على كافة المساعدات والباقي يتم استغلاله من قبل الضباط والتجار المحليين لطرحه وبيعه في الأسواق بأسعار خيالية تفوق قدرات المدنيين الشرائية بعشرات الأضعاف (تقول السيدة سميرة الشيخ 44 عام موظفة من الترف أن تشتري شيء فسعر أسوأ انواع الزعتر يصل ل 10000 ليرة للكيلو –ولتر الزيت 6000 ليرة علبة الحلاوة والمربى ل 15 ألف ليرة في السوق وجميع هذه البضائع مجانية من المساعدات الملقاة وتستغل من قبل ضباط النظام وتباع لنا بأسعار خيالية وفي محاولة للمدنيين للالتصاق بالحياة يستعملون بدائل عن المواد الأساسية مثال بديل السكر يستخدم روح السكر والذي يبلغ الغرام الواحد 3000 ليرة والذي يسبب أمراض جلدية ومعوية كل هذا مع استمرار انقطاع الكهرباء واستخدام وسائل بدائية للحصول على الماء بعد خروج كافة المحطات المائية عن الخدمة وننوه أن النظام يستطيع حل هذه الأزمات لامتلاكه جسر جوي من عدة مطارات ولكن لا تساوي حياة المدنيين بالنسبة لهم أي شيء المهم أن يجنون الثروات ويتقاسمون الأموال ويستغلون الأزمات على حساب المدنيين البؤساء وأجسادهم الهزيلة. قذائف الرعب والموت تتزامن سقوط قذائف الرعب والموت في كل يوم مع رائحة الجوع المخيفة والتي يلقيها تنظيم داعش ردا على قصف النظام على أحياء المدينة وأريافها حيث سجل وفاة أكثر من 400 شخص جلهم من الأطفال والنساء وبتر للأطراف منذ بداية هذا الحصار الجائر ولا خيارات أخرى أما أن تموت جوعا أو بقذائف الهاون وتتحول الى أشلاء أما عن الذهاب خارج هذه الأحياء بحثا عن بعض حياة لا يسمح للمدنيين بمغادرة الأحياء المحاصرة ال بمبالغ نقدية تدفع لسماسرة ضباط النظام والمحافظ وكبار المسؤولين ووصل السعر في بعض الحالات إلى مليون ليرة سورية للشخص الواحد وتم منعهم في الآونة الأخيرة حيث يشن النظام عدة حملات خلال فترات متقاربة للتجنيد الإجباري في صفوفه ومعظمهم من المدنيين والموظفين لديه ولا تختلف الحياة كثيرا في الأحياء المحاصرة عن مناطق سيطرة التنظيم والذي يتبع سياسة لا تختلف كثيرا عن سياسات النظام القمعية وسيطرته على كافة الموارد واستثمار كل شيء لعناصره وخلافته المزعومة يتساوى القتلة بل أنهما وجهان لخراب واحد هناك في دير الزور المدينة المسروقة في تلك الزوايا المنسية أما ان تموت جوعا أو قصفا أو قهرا ولا مساوة حتى في الموت.
دير الزور لا مساواة حتى في الموت
62