شرعت إسرائيل مؤخراً في اتخاذ خطوات لتجفيف قنوات تمويل ميليشيا “حزب الله اللبناني”، مستهدفة جمعية “القرض الحسن” في لبنان والتي تلعب دوراً رئيسياً في توفير الأموال اللازمة لتمويل “الحزب” وشراء الأسلحة. وتوسعت تلك العمليات لتشمل شركات في دمشق.
بحسب موقع “صوت العاصمة” المحلي، تلقت إدارة “شركة الفاضل” للحوالات المالية قبل أيام تهديدات عبر مكالمات من أرقام مجهولة من أشخاص أجانب يتحدثون العربية بشكل غير متقن. وأوضح المصدر أن المتصلين اتهموا الشركة بدعم “حزب الله” مالياً، معتبرين أنها أحد الأذرع الاقتصادية للحزب.
وأكد مصدر داخل الشركة أن سيارات تابعة لـ”حزب الله” نقلت مبالغ ضخمة من فرع الشركة في حي المزة بدمشق إلى وجهة غير معلومة خلال الأسبوع الماضي، وسط تدابير أمنية مشددة.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان إسرائيل عن اغتيال رئيس وحدة تحويل الأموال التابعة لـ”حزب الله” في غارة جوية استهدفت سيارته في حي المزة قبل يومين.
في إبريل/نيسان 2021 نشرت فرات بوست تقريراً يكشف أساليب اتبعتها الشركة في ولاية إسطنبول التركية بهدف الالتفاف على العقوبات المفروضة على النظام السوري، ودعم النظام وميليشيا حزب الله بالعملات الأجنبية.
مواد ذات صلة:
عبر وكلاء لهم.. الأسد و”حزب الله” يتخذان من اسطنبول مقراً لتدفق العملة الصعبة
وفي مايو 2023، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية “شركة الفاضل” و”شركة الأدهم للصرافة” على قائمة العقوبات بسبب تقديمهما الدعم للنظام السوري و”حزب الله” و”فيلق القدس” الإيراني، ما يمكّن هذه الأطراف من الالتفاف على العقوبات الدولية والاستمرار في التعامل مع النظام المالي العالمي.
تأسست “شركة الفاضل للصرافة” في عام 2015 بعد إشهارها بموجب القرار رقم 697 من وزارة التجارة الداخلية التابعة للنظام السوري، ويقع مقرها في دمشق. يدير الشركة الإخوة فاضل و مطيع بلوي و معروف ، الذين ينحدرون من بلدة نبل في ريف حلب الشمالي.
ويحوز فاضل بلوي على الحصة الأكبر من الشركة بنسبة 70%، بينما يمتلك شقيقه مطيع نسبة 25 % من أسهم الشركة والأخ الثالث معروف يمتلك 5%.
رغم كون الإخوة البلوي شخصيات غير بارزة في المشهد الاقتصادي السوري، تشير المصادر إلى أن إدارتهم للشركة هي واجهة فقط، بينما تعود السيطرة الفعلية لـ”حزب الله”.
وقد أصدرت إدارة “شركة الفاضل” بياناً أمس الثلاثاء نفت فيه ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن تلقيها تهديدات أو تبعيتها لأي جهة، واصفة تلك الأخبار بأنها “عارية عن الصحة تماماً”. وأكد البيان أن الشركة مرخصة وتعمل وفق القوانين السورية وتحت إشراف مصرف سوريا المركزي.
وكانت إسرائيل قد استهدفت في شباط 2023 بناء في حي كفر سوسة بمدينة دمشق، وذكرت تقارير حينها أن البناء المستهدف تعود ملكيته لفاضل بلوي أحد مُلاك شركة الفاضل للحوالات، وكان يُستخدم كمركز للدعم اللوجستي ومقر للاجتماعات الخاصة بأفراد وحدة التمويل ونقل الأموال في “حزب الله”.
وقد سهلت “الفاضل” حتى منتصف العام 2021 تحويل أموال من عدة دول إلى نظام الأسد و محمد قاسم البزال، المسؤول المالي في حزب الله ومدرج على لائحة العقوبات من قبل الولايات المتحدة، وذلك مقابل شحنات من النفط الإيراني.