عيد الحبّ … والحيوانات وهدايا الأسد!

by admindiaa

  • الضفّة السّادسة

*أحمد بغدادي

 

“نحن نائمون إلى أن نقعَ في الحب” -ليو تولستوي/ من كتاب الحرب والسِّلم.

***

يحكى أنّ دجاجةً ارتفعت قوقأتُها في الأجواء. سمعتها المرأةُ العجوزُ التي تمتلكها، فقالت في نفسها” لقد باضت الدجاجة” وقامت متهالكة، تجرّ خطواتها بحثاً عن البيضة. في نفس الوقت، سمع صبيٌ اعتاد سرقة البيض صوت الدجاجة، فقال في نفسه ” فلأدرك البيضة، قبل أن تقع في يد العجوز”. تسلل بسرعة نحو الزريبة، سطا على البيضة، وانسحب.

حين وصلت العجوز، بحثت في كل مكان، فلم تجد البيضة. حينذاك قالت ” لم تعد هذه الدجاجة نافعة في شيء، يجب ذبحها”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طالما يصف الشرقيون، أو الشاميون (ساكنو بلاد الشام) الدبَّ بالغباء، أو البلادة؛ وذلك، في النعتِ الشهير الموجّه لأي “غبي أو أحمق”: يا …دبّ!

أما شعوب المجتمعات الأخرى، وهنا نقصد الغربية؛ يرونَ في هذه الحيوانات، الوداعة، إضافةً إلى أنهم يفتتحون مراكزَ خاصة ومستشفياتٍ تعتني بالحيواناتِ الشاردة أو المريضة، أو تلك التي تتعرّضُ لجروحٍ وأخطار.

في سورية؛ يستخدم رجال النظام السوري من أصغر عنصر أمن، حتى شرطي السير، مفرداتٍ ونعوت يطلقونها على المواطن (تغسل قدّره)، ابتداءً بــ” سّمَاع لك حيواااااان، ومروراً بــ : يا قرد، أو انقلع يا حمار”!

وكأنّ الحمير والقردة، وباقي الحيوانات، تتجمّهر داخلَ سورٍ واسع، حديقةٍ خاصة، على مدخلها عنوانٌ عريض منقوشٌ بدماء السوريين ” هنا سوريا الأسد”!

  • أوَليس الأسدُ حيواناً؟

والدجاجة، التي تبيض بعد أنْ تتّسعَ حدقتا عينيها ومؤخَرتُها، هي من أصناف الطيور؟ إذن، فالطيور من الحيوانات، والأسد حيوان.

لقد مضى _عيدُ الحبِّ_ منذ يومين، ولم يرَ السوريون “العشّاق” أملاً في انقشاع هذا الضباب الأحمر، الذي يجوبُ الأزقةَ والشوارعَ، في كل المدن السورية، مثل قاتلٍ متسلسل، جزّارٍ برائحةٍ نتنة، يضعُ السكاكينَ والسواطير في “حذائه البلاستيكي الطويل”، ويقطفُ رؤوسَ الأطفالِ وأكبادَ الأمّهات؛ حتى أولئك الذين يبيضونَ له كل يوم ألفَ بيضة، لم يسلموا من نِصَالِ سكاكينه وأناقةِ أنيابه!

*هل أصبح (المؤيدون) دجاجاً، وأبناؤهم _ بيوضاً _ يسرقها الفتى الشرير (بشار)!؟

كما سُرقت حيوات الكثيرُ منّا باسم الثورةِ، أو الجهاد المُقدّسِ، لتوحيد كلمة “الله” في الكونغرس وضمن مواثيق “هرتزل”!

  • ففي عيدِ الحبِّ هذا، أهداهم “الأسد” توابيتَ مليئة بالعويل والدماءِ!

وأهدانا خياماً وأوطاناً أخرى، وجغرافيا واسعة، أوسع من شرفِ “والدته أنيسة” الفضّفاض، في فنادق حيّ المرجة الدمشقي، التي دوّن عناوينها _ الخميني _ في مشروع “ولاية الفقيه” الميتافيزيقي!

في عيد الحبِّ هذا، اختلطتِ _ الدببةُ والقرودُ بالحمير والبغال، وقبلات اللقاء والوداع _ عقبَ إحصائية منذ ثلاث سنوات تقريباً، لمراكز أبحاث حقوقية، إضافة إلى اعترافات “شبيحة النظام الإعلاميين”، على رأسهم ــ شريف شحادة، أنّ أعداد القتلى من (أبناء الطائفة العلوية) أسماهم بالــ”جيش العربي السوري” تجاوزت 150 ألف (قتيل أو شهيد)!

إذن، إلامَ يقدّمون “بيوضهم” إلى الحيوانات المفترسة أو الغربان الجشعة والأفاعي السامّة ؟!

علاوةً على أنّ هذه المافيا _ العجوز الشمطاء _ عائلة الأسد، كلما باضت دجاجةٌ، يسرقون بيضها، ويأمرون بذبحها!

  • فهل نحن الذين خرجنا في الثورة، (والثورة تأكل أبناءها) أصبحنا “بيوضاً” مثلهم ؟!

أم أنّ هنالك بيوضاً فاسدة، وبيوضاً طازجة سوف تفقص؟ وهنالك في أقصى الحكاية _ عجوزٌ _ شمطاء تأمرُ بذبح الدجاج، البلدي أو الدجاج المُهجّن!

ــ ألا يستيقظ النائمون رغم أنّهم سقطوا في ” جُبِّ وحُبِّ الأسد”، ويرمون بمقولة “تولستوي” في “قُنِّ” النسيان!؟

فمنذ بداية الصراع المُسلّح بين الجيش الحرّ وما يُسمّى بالــ” جيش العربي السوري” وميليشيا حزب الله، وغيرهما من الفصائل الطائفية الإقليمية والدولية، لم يخلُّ بيتٌ من بيوتِ أتباع “الأسد” كلّ يوم من نحيبٍ ولطمٍ وعويل، أو، صورٍ لضحايا قضوا على جبهات ” دوما ــ دير الزور ــ داريا ــ درعا ــ حمص ــ حلب ــ الغوطة ــ الرقة ــ الحسكة ــ القنيطرة ــ جوبر ــ السويداء … إلخ؛” عوضاً عن استشهادهم على جبهات ” الجولان ــ غزة ــ الخليل ــ طبريا ــ غور الأردن ــ  تل أبيب؛ أو أمام عروش الأنظمة الدكتاتورية؛ أو، على جبهات الأندلس، التي طالبَ بتحريرها منذ فترة وجيزة أحدُ دهاقنةِ النظام السوري الإعلاميين !!”

أليس حريّاً بهم أن يموتوا واقفين في وجّه الطغيان، بعيداً عن _الأهزوجات الأسدية_ على أنهم ماتوا واقفين كالأشجارِ على تراب الوطن!!

  • أيها السادة … مَن الدجاجُ الهجين؟

ــ من البيوض المسروقة؟

ــ لمن هذه الهدايا الثمينة؟

وهل الفتى الشرير لمّا يزل يسرق البيض لأننا غافلون؟ أم أنّ هنالك فتياناً وعجائز وحيواناتٍ وضحايا وقرابين وقروداً وحميراً وبغالاً، وتوابيت ومقابر جماعية ومدافنَ سريّة، سوف يخرجون عمّا قريب، كي يحدّثوا العالمَ _ بشوقٍ_ عن عيد الحبّ العربي الإسلامي الصليبي الصهيوني اليهودي الفارسي، الذي أُهْديَ للشعبِ السوري الحرّ أمام الجماهير الديمقراطية ومنظمات حقوق الإنسان!!

  • لا نامت أعينُ الجبناء …

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy