عندما يصبح الحامي هو الجاني: قادة الجيش الوطني وتجارة المخدرات في شمال سوريا

by Anas abdullah

فرات بوست : تقارير / تحقيقات

 

في شمال سوريا، أصبح انتشار المخدرات أمرًا مقلقًا بالنسبة للسكان الذي أصبحوا يخشون على أبنائهم من تلك الآفة التي باتت تباع بكميات كبيرة في المنطقة.

تتنوع أنواع المخدرات المنتشرة، بما في ذلك “كوكائين، ترامادول، الكبتاغون، والأتش بوز”، بجانب الحشيش، وتتسم بتوافرها ورخص ثمنها، مما يجعلها أكثر انتشاراً.

وأغلب عمليات تهريب المخدرات تتم من المعابر الفاصلة بين مناطق ريفي إدلب وحلب الغربي مع منطقة عفرين، كون المناطق متصلة ببعضها البعض، وتعتبر طريقاً لعبور الحركة التجارية ونقل الوقود وهذا الأمر يكون بتسهيل من فصائل الجيش الوطني .

وفي سياق التهريب، كان لافتًا اتفاق سري أدى إلى تسليم معبر حمران من هيئة تحرير الشام لأحرار الشام، مما أدى إلى تسهيل دخول البضائع المخدرة بواسطة شاحنات تحمل مواد منزلية أو غذائية كغطاء على عمليات التهريب تلك.

في تحقيق مفصل أجرته فرات بوست عبر شبكة مراسليها تبين تورط العديد من قادة فصائل “الجيش الوطني” في تجارة المخدرات وتسهيل نقلها سواء محلياً أو دولياً.

وذلك بتعاون مع شبكة مهربين في الشمال السوري مرتبطين بإيران وميليشيا حزب الله بينهم مطرود الغفيلي وأحمد درويش والذين يديرون عدة معامل لصناعة المخدرات والإشراف على تهريبها براً وبحراً باتجاه دول الخليج، عبر المناطق الجيش الوطني وتركيا.

حيث يتم تهريب الحبوب المخدرة عبر كتيبة الرضوان التابعة لحزب الله من لبنان عبر معابر التهريب في بلدة القصير بريف حمص، بالإضافة إلى التهريب من الأراضي العراقية عبر معبر السكك في ريف البوكمال، خاصة نوع “الأتش بوز”.

حيث تتولى ميليشيات حزب الله السوري ولواء الباقر في حلب وريفها ترويج الحبوب المخدرة وتهريبها إلى مناطق “الوطني” إلى الشمال السوري. ويُعتبر الحاج أبو باقر خالد المرعي القائد العام لميليشيا الباقر، المسؤول الأول عن الإيرادات المالية من بيع المخدرات، بالتعاون مع المدعو صبحي والذي يعد المسؤول الاقتصادي عن الإيرادات المالية من عمليات تهريب المخدرات ومحمود الحسين مسؤول الترويج، وجميعهم من بلدة النيرب بريف حلب.
ومن بين الفصائل التي تورد المخدرات وتسهل تهريبها إلى مناطق الشمال “هيئة تحرير الشام، وأحرار الشام”، بالاعتماد على فصائل في الجيش الوطني منهم “العمشات، وفيلق الشام، والسلطان مراد، والحمزات، والشامية”.

والقيادات المسؤولة في الشمال عن تجارة المخدرات، العميد معتز رسلان والذي قدرت ثروته الحالية بأكثر من مليون دولار، أما القيادي دربالة، رئيس فرع الشرطة العسكرية في اعزاز، فهو لا يأخذ بقرارات إدارة الشرطة العسكرية من رأسه بسبب شراكته مع عدة قيادات في التهريب، منهم القيادي في ما يسمى الجبهة الشامية أبو علي سجو، والقيادي حلاوه، مسؤول ما يسمى بالقوات الخاصة لدى فصيل الحمزات، والأمني أبو الموت الدملخي والذي يعمل لصالح فصيل العمشات، وسيف بولاد أبو بكر، قائد فرقة الحمزات، والذي يعمل بالتهريب لصالح الفرقة الرابعة التابعة لقوات الأسد، والقيادي عموري الذي يعمل مع فصيل عاصفة الشمال وهو مسؤول عن حماية القيادي دربالة وشركاؤه.

والقيادي في فيلق الشام، منهل التركاوي، قائد كتيبة خالد ابن الوليد في عفرين، ابن خالة أبو وليد العزي وشريك المرسومي، المسؤولين عن عمليات التهريب إلى منطقتي نبل والزهراء بريف حلب.

ونتيجة انتشار أنواع مختلفة من المخدرات، أدى إلى زيادة جرائم القتل بسبب الإدمان، مما يجعل وجود مركز متخصص مثل مصحة الهلال الأخضر السوري ضرورياً لتقديم العلاج والمساعدة في إعادة تأهيل المدمنين وإنقاذ حياتهم.

حيث افتتحت جمعية الهلال الأخضر السوري المستقلة، في الثاني من أكتوبر عام 2023، مصحة مركزية لمعالجة متعاطي المخدرات في اعزاز، شمال حلب، ويُعد هذا المركز الأول من نوعه في المنطقة.
في تصريح لشبكة فرات بوست، أكد مدير المصحة “قيصر” أن مكتب إدارة الحالة في الجمعية يستقبل حالات التعاطي والإدمان ويقدم لها برنامج علاجي مخصص، ويشمل العلاج النفسي والمبيت وبرامج العلاج النفسي والترفيه، بالإضافة إلى مهارات ألعاب الذكاء لتعزيز قدرات المريض العقلية والمساعدة في التخلص من إدمان المخدرات، وتقديم كل هذه الخدمات بشكل مجاني تماماً.

فيما أكد قيصر على جودة الكادر الطبي والممرضين والدعم النفسي المقدم، وأشار إلى أن جميع العاملين في المصحة حاصلون على تخصصات معترف بها، وتم تدريبهم ليكونوا قادرين على مساعدة وعلاج حالات التعاطي والإدمان بشكل فعال.

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy