دخلت عقوبات “قانون قيصر لحماية المدنيين في سورية” حيز التنفيذ، مستهدفة نظام الأسد وكل من يدعمه، في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عن مدى تأثير عقوبات قيصر على القضية السورية ومصير نظام الأسد.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” ظهر اليوم الأربعاء، فرض عقوبات على 39 جهة وشخصية في نظام الأسد بينهم رأس النظام الأسد، وزوجته أسماء، وبشرى الأسد وعدة شخصيات من عائلة حمشو، مؤكداً أن “العقوبات هي جزء من حملة مستمرة من الضغط السياسي والاقتصادي” على النظام.
وبالتزامن مع دخول عقويات قانون قيصر حيز التتفيد، شهد سعر صرف الليرة السورية المزيد من التراجع، وسط أزمة معيشية خانقة يعيشها السوريون داخل مناطق سيطرة نظام الأسد.
وفي سياق متصل، رفع “مصرف سورية المركزي” سعر صرف الليرة الرسمي مقابل الدولار من 700 إلى 1250 ليرة، وحدّد المصرف في بيان نشره على صفحته في فيسبوك “سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي بغرض تمويل المستوردات بـ1265 ليرة سورية وسعر شراء الحوالات الواردة من الخارج بـ1250 ليرة”، وكان السعر الرسمي المعتمد منذ آذار مثبتاً على 700 ليرة.
وربط محللون هذا التدهور بقانون قيصر’ الذي دخل حيز التنفيذ، وسط مخاوف متزايدة في الشارع من تداعياته المحتملة على الأوضاع المعيشية وانعكاساته على الاقتصاد المنهك.
ويتضمّن القانون اتخاذ إجراءات خاصة بحق “المصرف المركزي السوري”، إذا ثبت تورطه في عمليات تبييض الأموال.
وتعدد أراء المهتمين بالشأن السوري حول مدى قدرة عقوبات قيصر على إخضاع الأسد، وإيقافه عن متابعة القتل واستهداف المدنيين السوريين، وقبل ذلك إطلاق سراح المعتقلين الذي يعد من أولى مطالب مشرعي القانون.
وفي لقاء مع أورينت، قال المحامي أنور البني، أحد الحقوقيين الناشطين في مجال ملاحقة مجرمي الحرب في سورية، إن من “يقول لا نريد معاناة وضد قانون قيصر، ليفكر في أصوات المعتقلين الذين يصرخون الآن، الذي يموت احدهم الآن بين يدي جلاده، ليفكر بأن هذا المعتقل قد يكون ابنه أو أمه أو أبوه”
وأشار البني، إلى أن “معاناة الضحايا لا يمكن أن يسامح بها أحد، هؤلاء الذين يموتون من دون حول ولا قوة، هم الأولى من أشخاص لا يزالوا في بيوتهم، وما زال بإمكانهم أن يتحركوا وأن يأكلوا”، منوهاً إلى أن “ملف قانون قيصر يضم 55 ألف صورة لـ11 الف ضحية، وتقديراتنا أن عدد الذين قضوا في معتقلات النظام أصبح يتجاوز 70 ألف معتقل، يعني بحدود 7 أضعاف ضحايا ملف قانون قيصر”.