*فرات بوست: تقارير ورصد
قال وزير الصحة في حكومة نظام الأسد، حسن محمد الغباش، الجمعة، إن 73 مهاجراً على الأقل توفوا عندما غرق قارب استقلوه في لبنان قبالة السواحل السورية، في أسوأ حادثة من نوعها لحطام قارب قادم من لبنان في السنوات الأخيرة.
أصبح لبنان، الغارق منذ عام 2019 في أزمة مالية وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أسوأ الأزمات في العصر الحديث، منصة انطلاق للهجرة غير الشرعية، حيث انضم مواطنوه إلى اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين يطالبون بمغادرة البلاد.
وكان نحو 150 شخصاً، معظمهم لبنانيون وسوريون، على متن القارب الصغير الذي غرق الخميس في البحر الأبيض المتوسط قبالة مدينة طرطوس السورية.
وقال الغباش في بيان إن “عدد ضحايا غرق السفينة بلغ 73 شخصاً“، مضيفاً أن 20 ناجياً يعالجون في مستشفى في طرطوس.
ومن بين الذين تم إنقاذهم، كان خمسة لبنانيين، حسبما قال وزير النقل اللبناني المؤقت علي حامية لوكالة فرانس برس.
وقال حمية: “أناقش مع وزير النقل السوري آلية لانتشال الجثث من سوريا”.
طرطوس هي أقصى جنوب الموانئ الرئيسية في سوريا وتقع على بعد حوالي 50 كيلومترا (30 ميلا) شمال مدينة طرابلس الساحلية في شمال لبنان، حيث كان الركاب قد صعدوا إليها.
نحن نتعامل مع واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ على الإطلاق”، قال سليمان خليل، المسؤول في وزارة النقل السورية، لوكالة فرانس برس.
وأضاف “نحن نغطي مساحة كبيرة تمتد على طول الساحل السوري بأكمله” قائلاً إن الأمواج العالية جعلت عملهم صعباً.
رجال إنقاذ يبحثون عن ضحايا وناجين قبالة سواحل مدينة طرطوس الساحلية في جنوب سوريا، لبنان، 22 سبتمبر 2022. (صورة من وكالة فرانس برس)
عبور محفوف بالمخاطر
ينحدر العديد من ركاب القارب اللبنانيين من مناطق فقيرة في شمال البلاد بما في ذلك مدينة طرابلس، أفقر مدن لبنان.
وبرزت طرابلس كمركز للهجرة غير الشرعية، حيث تغادر معظم قوارب المهاجرين شواطئها.
وكان وسام التلاوي المقيم في طرابلس والذي ينحدر من منطقة “عكار“ الشمالية من بين الناجين ويتلقى العلاج في المستشفى، وفق ما قال شقيقه أحمد لوكالة فرانس برس.
“فيديو قديم لــ شبكة فرات بوست في 2018 حول هجرة السوريين بسبب الحرب التي شنها نظام بشار الأسد المجرم وحلفاؤه عليهم”
لكن جثتي ابنتي وسام اللتين تبلغان من العمر خمس وتسع سنوات أعيدتا إلى لبنان حيث دفنتا في وقت مبكر يوم الجمعة، بحسب أحمد. وأضاف “غادروا قبل يومين”.
وأضاف “(شقيقي) لم يستطع تحمل نفقاته اليومية أو تكلفة تسجيل أطفاله في المدرسة” قائلاً إن زوجة وسام وابنيه ما زالوا مفقودين.
- وقال أقارب آخرون لوكالة فرانس برس إنهم وصلوا إلى الحدود السورية للاطمئنان على أقاربهم.
وفي العام الماضي، شهد لبنان ارتفاعاً حاداً في عدد المهاجرين الذين يستخدمون شواطئه لمحاولة العبور المحفوف بالمخاطر في قوارب مكتظة للوصول إلى أوروبا.
أقارب ضحية غرقت في طرابلس شمال لبنان ، 23 أيلول 2022 (الصورة وكالة الصحافة الفرنسية)
وفي أبريل/نيسان، أسفر غرق قارب مهاجرين مكتظ لاحقته البحرية اللبنانية قبالة الساحل الشمالي لطرابلس عن مقتل عشرات الأشخاص، مما أثار غضبا في البلاد.
ولم تكن ملابسات هذا الحادث واضحة تماماً، حيث زعم البعض على متنها أن البحرية صدمت سفينتهم، في حين أصر المسؤولون على أن المهربين حاولوا القيام بمناورات هروب متهورة.
- ولم يتم انتشال العديد من الجثث قط.
في 13 سبتمبر/أيلول، أعلن خفر السواحل التركي مقتل ستة مهاجرين، بينهم طفلان، وأنقذ 73 شخصاً كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا، قبالة سواحل المقاطعة الجنوبية الغربية.
وأفيد أنهم صعدوا من طرابلس في لبنان في محاولة للوصول إلى إيطاليا.
معظم القوارب التي تنطلق من لبنان تتجه إلى قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي، وهي جزيرة تبعد 175 كيلومتراً (110 أميال) إلى الغرب.
