فرات بوست | ترجمات: أحمد بغدادي
المصدر: Middle East Eye
قدمت عائلات أكثر من 24 كندياً محتجزين في معسكرات وسجون يديرها الأكراد في سوريا لأشخاص يشتبه في صلتهم بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) طلباً قضائياً ضد الحكومة الكندية، متهمة أوتاوا (العاصمة) بعدم إعادة أبنائهم إلى ديارهم.
ويزعم الأقارب، الذين لم يكشفوا عن هوياتهم، أن الحكومة فشلت في “اتخاذ جميع الخطوات المعقولة” لإعادة المعتقلين الكنديين الذين اعتقلتهم القوات الكردية “قسد”، المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا.
وقد رفعت القضية نيابة عن 14 طفلاً وثماني نساء وأربعة رجال “محتجزين بصورة غير قانونية وجرى احتجازهم لأكثر من 3 سنوات“. وهؤلاء الأشخاص محتجزون في معسكري الهول وروج وفي سجون الحسكة والقامشلي والمالكية.
وجاء في طلب المحكمة أن: “جميع أفراد عائلات مقدمي الطلبات محتجزون بشكل تعسفي وغير قانوني”.. و “الحكومة الكندية لديها القدرة على وضع حد للاحتجاز غير القانوني وتأمين الإفراج عن الكنديين المحتجزين”.
بينما أعادت العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، عدداً من مواطنيها من نفس المخيمات في سوريا دون مشاكل، لم تؤمن كندا حتى الآن سوى إطلاق سراح طفلة كندية يتيمة تبلغ من العمر خمس سنوات قُتل والداها في غارة جوية.
الطفلة أميرة تبلغ 4 سنوات من العمر – Courtesy | المصدر: راديو كندا الدولي
قالت إدارة الشؤون العالمية الكندية، وهي إدارة حكومية، إنها على علم باحتجاز مواطنيها في شمال شرق سوريا و «تهتم بشكل خاص بحالات الأطفال الكنديين»، ولكن بالنظر إلى الوضع الأمني هناك، فإن «المساعدة القنصلية في سوريا محدودة للغاية».
قال أحد أقارب أحد الكنديين المحتجزين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «لقد عملنا على هذه الدعوى معاً لفترة طويلة الآن». «وفي غضون ذلك، حصلنا على عذر سخيف تلو الآخر من قبل الحكومة الكندية حول سبب عدم تمكنهم من العودة إلى الوطن».
“نحن في حالة ذهول. نحن محطمون. لا يمكننا النوم. علينا أن نتخيلهم يتعرضون للتعذيب “.
مواد شبيهة:
عشرات القتلى في مخيّم الهول.. والتهم تتوجّه نحو نساء “تنظيم الدولة”
وأشارت ألكسندرا باين، مديرة منظمة “عائلات ضد العنف والتطرف“، إلى أن إعادة أميرة البالغة من العمر خمس سنوات إلى الوطن لم تتم إلا بعد أن رفع المحامي لورانس غرينسبون دعوى قضائية ضد الحكومة.
وتقول باين الآن إن منظمتها ستقدم طعناً قانونياً مماثلاً للمساعدة في إعادة الكنديين الآخرين المحتجزين هناك إلى أوطانهم.
وأضافت باين: “أن الأمر صادم ومحزن للغاية عندما تواصل الحكومة الكندية معاملة مواطنيها المسلمين، ومعظمهم من الرضع والأطفال الصغار، بهذه الطريقة التمييزية والمسيئة”.
كندا “لم تفعل ما يكفي”
وقد أعلنت السلطات الكردية التي تدير المخيمات في سوريا عن استعدادها لتسليم المحتجزين إلى السلطات الكندية، لكن الكنديين لم يقبلوا عرضهم، بقولهم إن السفر إلى سوريا أمر خطير للغاية.
ووفقاً لوثائق داخلية حصلت عليها “Global News Canada“، استغرق المسؤولون الكنديون فترة 18 شهراً ليقرروا ما إذا كانوا سيسافرون إلى سوريا لتولي احتجاز أميرة، التي أعيدت إلى وطنها في أكتوبر 2020.
“ًصورة لطفل أحد مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب في مخيم الهول – المصدر: بي بي سي عربي”
وكشفت الوثائق أن أوتاوا كانت على علم بأميرة في أبريل 2019 وحددت مكانها بعد أشهر، في كانون الأول. أما خلال شباط 2020، دعا نظراء أكراد السلطات إلى السفر إلى سوريا واحتجازها.
وجاء في مُذكرة أنه بمنتصف شباط 2020، “أثبت المسؤولون الكنديون هوية أميرة وقرروا أن لها الحق في الجنسية الكندية“، وأرسلت الشؤون العالمية الكندية رسالة إلى السلطات الكردية تقول فيها: “سنكون داعمين لإعادتها إلى الوطن إذا وافقوا على إطلاق سراحها في عهدة عمها”.
وصف الفيديو
“ولدت أميرة البالغة من العمر خمس سنوات لأبوين كنديين يزعم أنهما انضما إلى ما يسمى بالدولة الإسلامية، وكانت واحدة من آلاف المحتجزين في المخيمات السورية بسبب ارتباطهم بمقاتلي “داعش”. والآن، أعيدت أخيراً إلى كندا. مايك دروليت يشرح كيف لعبت قوات العمليات الخاصة الكندية دوراً في إطلاق سراحها، والمصير الذي لم يحسم بعد للعديد من أمثالها – 5 أكتوبر 2020″
غير أن السلطات الكردية قالت إنها “لن تسلمها إلا إلى وفد كندي زار منطقتهم واتبع البروتوكولات الكردية للإفراج عنها”.
أمضى المسؤولون الكنديون شهوراً في محاولة لإيجاد “حلول بديلة” لزيارة سوريا، قبل أن يرسلوا أخيراً وفداً لأخذها إلى كندا.
وقال أحد أقارب المحتجزين في المخيمات إن التفاصيل الجديدة في قضية أميرة تظهر أن الحكومة الكندية “كانت تقضي كل وقتها في محاولة تقديم هذه القضية القانونية المحكمة حول سبب عدم تمكنهم من التصرف، بدلاً من الوفاء بمسؤولياتهم تجاه مواطنيهم”.
وفي الأسبوع الماضي، قالت منظمة إنقاذ الطفولة في تقرير لها إن كندا ” لم تفعل ما يكفي لإعادة مواطنيها ” من المخيمات.
الكنديون العائدون من سوريا
عقد اجتماعاً في 26 كانون الثاني 2021 بين ممثلي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في إقليم كردستان العراق ورئيسة مكتب السفارة الكندية في أربيل آشلي دوريك. وخلال الاجتماع، قال الجانب الكندي إنه يفكر في إعادة الأطفال والبالغين الكنديين من المخيمات والسجون التي تحتجز أفراداً مرتبطين “بتنظيم الدولة الإسلامية”.
صورة من اجتماع أربيل بين ممثلي الإدارة الذاتية ورئيسة مكتب السفارة الكندية في أربيل آشلي دوريك.
قالت نورشان حسين، ممثلة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، مستخدمةً مصطلحاً آخر لتنظيم الدولة الإسلامية: “قالوا إن الأمر سيكون إعادة إلى الوطن من حالة إلى أخرى، وأن الأفراد المرتبطين بداعش سيحكم عليهم بشكل فردي في كندا”.
وأضافت حسين أن إعادة الأطفال إلى وطنهم ليست مشكلة، ولكن بالنسبة للبالغين “نفضل البحث عن حل جماعي، يكون له معنى أكبر في إطار محكمة دولية في شمال وشرق سوريا”.
وتم التأكيد أن الاجتماع قد عقد، ولكن السفارة الكندية نفت مناقشة مسألة العودة إلى الوطن.