– الضفّة الخامسة والأربعون
“أما إذا لقي العدو فثعلبٌ**وعلى الأقارب شبهُ ليثٍ ضيغم”
– بيهس بن ضمرة الضبّي
***
*بقلم: أحمد بغدادي
يحيلنا بيت الشعر أعلاه إلى سلوك النظام السوري منذ أربعين عاماً، وخاصةً بعد الثورة السورية، التي لاقت كل الظلم والجور من جميع العالم، هذا العالم (الغربي الديمقراطي) و (العربي المسلم) الذي اصطفّ إلى جانب القاتل بشار الأسد ونظامه المجرم، وأغمض عينيه عن أبشع الجرائم والانتهاكات التي قام بها سفّاح دمشق وعصابته المأجورة، من ميليشيات وشبيحة وحلفاء دوليين، كروسيا والصين وإيران!
ما انفكّت (إسرائيل –العدو الصهيوني) تصول وتجول في الأجواء السورية، وتقصف يميناً وشمالاً مقرات عسكرية ونقاطاً للنظام السوري والإيرانيين داخل سوريا، ولمّا يزل النظام السوري يتوعّدها إعلامياً، كمن يهدد خصمه بصوت الضراط فقط، عوضاً عن الرد العسكري بالصورايخ!
الطائرات السورية، تدكّ المدنيين كل يوم، بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والعشوائية والكيميائية، ويلازمها الطيران الروسي، عدا عن الدعم اللوجستي والبشري الإيراني من أموال وميليشيات طائفية تقاتل باسم الحسين وثأره المزعوم، أو باسم إبليس، الذي دون شكّ هو سيدهم، والراعي الأول للحرب الصليبية المسعورة، والتي تندلع رويداً رويداً في الخفاء، باسم محاربة الإرهاب!
– فهل طائرات” الهليكوبتر” وقصف الراجمات والكيماوي وسياسة الأرض المحروقة سوف تظهر المسيح الدجّال؟
من وجهة نظر الحاخامات وما جاء في التلمود الصهيوني، نعم، ومن حيث منطلق الدين اليهودي المزيف على أيدي الصهاينة المعاصرين: – أن اقتل أكبر عدد من العرب والمسلمين تمهيداً لقيام (إسرائيل الكبرى) وخروج المسيح المنتظر، وهو الدجّال!
وهذا لأمرٌ عجيب، لكن، ضمن قراءات وتحاليل دينية وحتى علمية، غريبة وعربية، من ثقات ومفكرين أحرار، أغلبهم أكّد ذلك، واعترف بالواقع، أن ما يجري هو تمهيدٌ لحرب عالمية ثالثة، وحرب صليبية بالوصاية، حتى تستنزف كل القوى، العربية والمسلمة، والقوى العالمية كروسيا والصين، ومن ثم يبدأ الفصل الأخير من سموم التلمود الذي يكتسح كل ما جاء من تعاليم سمحة في التوراة!
سوف نبتعد عن الخطاب الديني، والموروث الأيديولوجي، والميثولوجيا إن صحّ التعبير؛ فنحن نعرف أن هنالك عقولاً لا تقبل هذا الخطاب ولا تستسيغه، ولا تشتريه بحبّة خردل.. إنما، إذا جئنا إلى ما نشاهده من “تبريكات وتبخير” للطائرات الروسية من قبل “القساوسة والباباوات” حينما تنطلق لقتل السوريين، فهذا أمر لا نقاش فيه؛ وعلى الجانب الآخر، فإن من يصرخ “الله أكبر” كلما يرمي قذيفة أو صاروخ أو يطلق رصاصة تجاه العدو، يراه الآخرون – الأعداء والموتورون، على أنه (إرهاب إسلامي!!)، وهنا، سوف نخوض معركة فكرية وندخل في جدل “بيزنطي” كما يُقال، وحوارات عقيمة لن نرسو نهايتها إلا على خلاف وامتعاض ونبذ وتشنّج، كلٌ حسب نشأته وثقافته، اللهم إلا من يرى الحقيقة، حتى لو كان غير متديّن، ويعي من القاتل ومن المظلوم الذي يُمارس عليه الانتهاك مقابل سلطة أو منصب، أو إرضاءً لمخططات أسياده!
سؤالان موجّهان لكافة الأحرار السوريين وغيرهم في العالم:
– هل الطائرات والمعدّات العسكرية هي ملكٌ لعائلة الأسد كي نفرح حينما تتحطّم؟
– كيف لنا أن نبني جيشاً وطنياً في سورية بعد انتصار الثورة دون سلاح استراتيجي، الذي كان وما زال مصدره ألدّ أعدائنا وهم الروس والأمريكان والصين؟
*الثورة السورية فعل مضارع …