قتل أكثر من 20 مدنياً من أبناء مدينتي القورية والعشارة، جراء غارات لطائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي أو سلاح الجو العراقي، واستهدفت قرية الباغوز فوقاني الواقعة تحت سيطرة “تنظيم الدولة” بريف دير الزور الشرقي، صباح اليوم الجمعة.
وبحسب ما تمكنت شبكة “فرات بوست” من توثيقه، فإن الضحايا كانوا عبارة عن 8 أفراد من عائلة جاسم المعي (القورية)، و6 من عائلة أحمد الحسين “أبو بكر” (القورية)، و16 فرداً من عائلة حسن خليل العزاوي (العشارة).
يذكر بأن الآلاف من المدنيين العالقين داخل مناطق سيطرة “تنظيم الدولة” يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة، بسبب استمرار القصف العنيف من التحالف و”قسد” من ناحية، وعدم توافر أدنى المقومات المعيشية من غذاء ودواء وخدمات للسكان من ناحية أخرى.
ومع قدرة العديد من المدنيين من الهروب من مناطق التنظيم رغم التضييق الذي يمارسه “تنظيم الدولة” بحقهم، ناهيك عن الحصار المفروض من قبل “قسد”، إلا أن معاناتهم تستمر مع وصولهم إلى مناطق سيطرة الأخيرة، التي يعمد عناصرها إلى إجبار الهاربين على المكوث في مخيمات عشوائية أشبه بمخيمات الاعتقال، وتفتقد أدنى مقومات الحياة، ومع ذلك يمنعون أي مدني من الخروج منها، إلا إذا كانت لديه إمكانات مادية كبيرة لدفع رشاوى تصل أحياناً إلى ألف دولار للشخص الواحد.
وتسببت الغارات المنفذة من التحالف والطائرات العراقية شرق دير الزور، بعشرات المجازر خلال الأشهر الأخيرة، راح ضحيتها مئات المدنيين، أغلبهم أطفال ونساء، كما أدى القصف المدفعي الذي تنفذه قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في المناطق المجاورة إلى حدوث مجازر أخرى بحق المدنيين.
وفي هذا الإطار، علمت “فرات بوست”، بأن رائحة الجثث تنبعث حالياً من تحت أنقاض المباني في بلدة الشعفة، حيث لا تزال عشرات الجثث لمدنيين، بينهم نازحين عراقيين، تحت ركام المنازل، دون القدرة على استخراج جثثهم ودفنها بسبب استمرار المعارك وكثافة القصف الجوي والمدفعي على المنطقة.
146