*فرات بوست: تقارير ومتابعات
أعلنت الرئاسة السورية يوم الجمعة أنها ستوسع نطاق التحقيق في مقتل “مدنيين علويين” في المناطق الساحلية التي خلفت مئات القتلى بعد أن تحولت الاشتباكات بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة الموالية للطاغية السابق بشار الأسد إلى هجمات انتقامية.
اندلع العنف في 6 آذار/مارس بعد أن نصب فلول النظام (الموالون) للأسد كميناً لدوريات الحكومة الجديدة، مما دفع الجماعات التي يقودها بعض المتشددين إلى شن هجمات منسقة على اللاذقية وبانياس ومناطق ساحلية أخرى.
وفقاً لجماعات حقوق الإنسان، قتل أكثر من 1000 مدني – معظمهم من العلويين، وهم “أقلية إسلامية” ينتمي إليها الأسد – في هجمات انتقامية، بما في ذلك مداهمات المنازل والإعدام والحرق العمد، مما أدى إلى نزوح الآلاف.
ربما كان العنف الطائفي من بين أكثر الساعات دموية في تاريخ سوريا الحديث، بما في ذلك الحرب التي استمرت 14 سنة والتي تخرج منها البلاد الآن. وأثار العنف الخوف من اندلاع حرب أهلية وهدد بفتح حلقة لا نهاية لها من الانتقام، مما دفع آلاف العلويين إلى الفرار من منازلهم، مع لجوء ما يقدر بنحو 30 ألفاً منهم إلى شمال لبنان.
*مواد ذات صلة:
سقوط “نظام الأسد” يكشف عن إمبراطورية تجارة الكبتاغون في سوريا
في 9 مارس/آذار، شكل الرئيس أحمد الشرع، الزعيم السابق “لهيئة تحرير الشام“، لجنة لتقصي الحقائق في سوريا (اللاذقية) ومنحها 30 يوماً للإبلاغ عن النتائج التي توصلت إليها وتحديد الجناة. وفي مرسوم نشر في وقت متأخر من يوم الخميس، قال شرع إن اللجنة طلبت مزيداً من الوقت ومنحت تمديداً لمدة ثلاثة أشهر غير قابلة للتجديد.
- وقال المتحدث باسم اللجنة، ياسر فرحان، في بيان يوم الجمعة إن اللجنة سجلت 41 موقعاً وقعت فيها عمليات قتل، كل منها يشكل أساساً لقضية منفصلة ويتطلب مزيداً من الوقت لجمع الأدلة. وأضاف أن بعض المناطق لا تزال يتعذر الوصول إليها بسبب ضيق الوقت، لكن السكان تعاونوا رغم تهديدات فلول الأسد.

ملف – يحمل عمال الهلال الأحمر جريحًا خارج القاعدة الجوية الروسية في حميميم، قرب اللاذقية، على الساحل السوري، في 11 مارس/آذار 2025، أثناء إجلائهم جرحى من الطائفة العلوية الذين لجأوا إليها في أعقاب أعمال العنف الأخيرة وعمليات القتل الانتقامية. (صورة أسوشيتد برس/عمر البام، ملف)
وفي تقرير نشر في 3 أبريل/نيسان، قالت منظمة العفو الدولية إن تحقيقها في عمليات القتل خلص إلى أن ما لا يقل عن 32 شخصاً من بين أكثر من 100 شخص قتلوا في بلدة بانياس استهدفوا عمداً لأسباب طائفية، وهي جريمة حرب محتملة.
ورحبت المنظمة الحقوقية بتشكيل اللجنة، لكنها شددت على أنها يجب أن تكون مستقلة ومزودة بالموارد المناسبة، وأن تمنح حق الوصول الكامل إلى مواقع الدفن والشهود لإجراء تحقيق ذي مصداقية. وقالت أيضاً إنه يجب منح اللجنة “وقتاً كافياً لإكمال التحقيق“.
وحدد شهود عيان على عمليات القتل أن المهاجمين هم “إسلاميون متشددون“ بمن فيهم مقاتلون جهاديون أجانب مقيمون في سوريا وأعضاء في فصائل معارضة سابقة شاركت في الهجوم الذي أطاح بالأسد. ومع ذلك، كان العديد منهم من المحليين، سعياً للانتقام من الفظائع التي ارتكبت في الماضي والتي ألقي باللوم فيها على العلويين الموالين للأسد.
وبينما يحمل بعض السنة الطائفة العلوية المسؤولية عن حملات الأسد الوحشية، يقول العلويون أنفسهم إنهم عانوا أيضاً في ظل حكمه.

ملف – مركبات الهلال الأحمر تغادر القاعدة الجوية الروسية في حميميم، قرب اللاذقية في المنطقة الساحلية السورية، في 11 مارس/آذار 2025، أثناء إجلائها جرحى من الطائفة العلوية الذين لجأوا إليها في أعقاب أعمال العنف الأخيرة وعمليات القتل الانتقامية. (صورة أسوشيتد برس/عمر البام، ملف)