فرات بوست : أخبار | تقارير
يرى معظم السكان في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور أن الحديث عن عودة “تنظيم الدولة” للسيطرة على المنطقة بات أمراً غير منطقي ومجرد محاولة لتخويف الرأي العام، خاصة مع غياب أي حاضنة شعبية حقيقية للتنظيم، وتراجع قدرته على العمل الميداني بعد سنوات من الضربات المتتالية التي تلقاها على يد قوات التحالف الدولي.
وبحسب ما رصدته آراء ميدانية من الأهالي، فإن التنظيم فقد الغطاء الاجتماعي الذي كان يعوّل عليه في التغلغل بالمجتمعات المحلية، خصوصاً بعد ما عايشته هذه المناطق من ويلات خلال فترة سيطرته، ما جعل السكان يرفضون تماماً أي عودة لفكره أو لوجوده بأي شكل.
- ويشير السكان إلى أن المنظومة العسكرية للتنظيم أصبحت مفككة تماماً، نتيجة الحملات الأمنية المتواصلة التي شنتها قوات التحالف الدولي خلال السنوات الماضية، والتي أضعفت شبكات الاتصال والتجنيد التابعة له، وأفقدته القدرة على التنظيم والتمويل.
ويربط السكان استبعاد عودة التنظيم أيضاً بالتغير السياسي الكبير في سوريا، والمتمثل بسقوط النظام السابق، وبروز إدارة سورية جديدة تُظهر جدية واضحة في محاربة خلايا التنظيم واجتثاث ما تبقى منها، معتمدة في ذلك على تعاون أهلي واسع وحاضنة شعبية داعمة لمسار الاستقرار.
في المقابل، تتهم شريحة واسعة من السكان قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بمحاولة تضخيم خطر تنظيم الدولة، عبر بث دعاية إعلامية تتحدث عن تصاعد في هجماته، بهدف التأثير على القرار الأميركي المتوقع بسحب قواته من سوريا.
ويرى مراقبون أن “قسد” تستخدم هذا الخطاب كأداة ضغط سياسية للحفاظ على الدعم الأميركي، خاصة في ظل التغيّرات المحتملة التي ستطرأ على خارطة السيطرة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويُتوقع أن يجبر انسحاب القوات الأميركية “قسد” على الرضوخ للحكومة السورية الجديدة، التي ستتسلم ملف محاربة التنظيم بشكل كامل، وتبدأ العمل الجاد على إنهاء خطره، بما يشمل معالجة ملفات شائكة مثل مخيم الهول ومخيم روج، والسجون التي يُحتجز فيها مقاتلو التنظيم، وفق آليات قانونية ورؤية وطنية شاملة.
ويتفاءل السكان بأن بسط سيطرة الحكومة السورية الجديدة سيكون كفيلاً بالقضاء على أي مخاوف من عودة تنظيم الدولة، ووضع حد لحالة القلق التي استُخدمت طويلاً كذريعة لإبقاء الوضع على ما هو عليه.