شهد ريف دير الزور الشرقي، جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة الانتهاكات والجرائم المرتبكة ضد المدنيين داخل المناطق الخاضعة لـ”قسد” في الرقة ودير الزور، وضحيتها هذه المرة أحد وجهاء مدينة هجين.
وتفيد المعلومات التي زودنا بها مراسلنا في ريف دير الزور الشرقي، أن أحد المدنيين وهو رجل كبير في السن، قتل على يد قيادي في “قسد” إثر مشادة كلامية بينهما في قرية البحرة، بعد اتهام الرجل قيادة “قسد” بالعجز عن طرد “تنظيم الدولة” مما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرته شرق المحافظة، ومن بينها مدينة هجين.
وأضاف مراسلنا، بأن القيادي قام بسحب مسدسه بعد تطور النقاش، ليطلق على الرجل رصاصتين فأرداه قتيلاً على الفور، دون وجود أي محاسبة للقاتل حتى الآن على جريمته، ووسط تكتم من قبل التحالف الدولي.
ونوه مراسلنا، إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى خلال الأيام الماضية، بل شهدت مناطق سيطرة “قسد” تجاوزات وجرائم عدة، لم تتم محاسبة الفاعلين، ومنهم من المنتسبين في صفوف قوات “قسد”، أو متنفذين لهم علاقاتهم الواسعة مع قادتها العسكريين والإداريين.
وأدى غياب سلطة القانون، وحضور سياسة القمع والترهيب، إلى تفاقم ظهور ظواهر فساد في مجالات حياتية عدة، بدأت تأثيراتها السلبية على حياة المدنيين، وسط مخاوف من امتدادها وتشعبها.
ويعد الفلتان الأمني الذي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” وانتشار البطالة داخلها، من الأسباب التي دفعت إلى ظهور العديد من الظواهر السلبية، من بينها تعاطي المخدرات والمتاجرة بها بشكل واسع، حتى أصبح الحشيش بشكل خاص يباع على الأرصفة وبسطات بيع السجائر في الأسواق، وهناك إقبال شديد على تعاطيه.
كما تروج جهات كثيرة المواد المخدرة، وأبرزها مادتي الحشيش والكوكايين، الأمر الذي أدى إلى تزايد حالات الإدمان، وعلى وجه الخصوص بين أوساط المراهقين، هذا عدا عن انتشار ظواهر الخطف والقتل والتشليح، وتنوعت أشكالها ما بين السلب والقتل في الطرقات وعلى الحواجز، أو عبر مداهمة البيوت والمحلات.
يذكر بأن المدن والقرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة “قسد” في الرقة وريف دير الزور (جزيرة)، يعاني قاطنوها من أوضاع معيشية صعبة وخدمات شبه معدومة، كما تنتشر في تلك المناطق عشرات المخيمات التي تعاني من غياب الخدمات، رغم مرور سنوات على إنشائها، تحت أعين المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها.
378