فرات بوست: أخبار | تقارير

في خطاب وصف بالتاريخي من سجنه بجزيرة إمرالي التركية، دعا عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني (PKK)، جميع الجماعات المسلحة الكردية إلى “إلقاء السلاح”، مُحمِّلاً نفسه “المسؤولية التاريخية” عن هذه الدعوة التي وصفها بأنها ضرورة لتعزيز السلام والديمقراطية في المنطقة.

وجاءت تصريحات أوجلان، الذي يقبع خلف القضبان منذ عام 1999، في رسالةٍ تزامنت مع تصاعد التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه الملف الكردي في سوريا وتركيا.

وأكد أوجلان في خطابه أن “لغة العصر الحالي هي السلام، والمجتمع الديمقراطي بحاجة إلى التطوير”، مشيراً إلى أن “لا سبيل للتقدم إلا عبر الديمقراطية والحوار الديمقراطي”.

وطالب بشكلٍ مباشر بحلّ حزب العمال الكردستاني، داعياً إياه إلى “عقد مؤتمر عام واتخاذ قرار بحل نفسه”، معتبراً أن “بقاء الجمهورية مرتبط بتحقيق ديمقراطية أخوية”. وأضاف: “أوجه دعوة لجميع الجماعات لإلقاء السلاح، وأتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة”.

ردود فعل لـ “قسد” رافضة:
عقب صدور خطاب أوجلان صرح مظلوم عبدي القائد العام لقسد التي تُعدّ الذراع العسكري للأكراد في سوريا وتتلقى دعماً أمريكياً. أن الخطاب موجه إلى حزب العمال الكردستاني ولا علاقة لقسد في الخطاب، علماً أن قسد حشدت عشرات المرات مسيرات في مناطقة سيطرتها تدعوا إلى إطلاق سراح أوجلان.
مواد ذات صلة:

تركيا تقضي على 12 مقاتلاً من “حزب العمال الكردستاني” في العراق وسوريا

كما ذكر مراسل فرات بوست في مدينة الحسكة أن عناصر قسد بدأوا بإطلاق النار عشوائياً في مقراتهم داخل المدينة عند نهاية خطاب أوجلان معبرين عن رفضهم القاطع لهذه الدعوة أو إلقاء السلاح. بالإضافة إلى إطلاف نار مماثل من قبل عناصر قسد في مدينة الرقة أسفر عن إصابة أحد المدنيين.

أوجلان: من زعيم تنظيم مسلح إلى سجن إمرالي

عبد الله أوجلان، المولود في قرية عومرلي بمحافظة شانلي أورفا التركية عام 1948، أسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، الذي قاد قتالاً مسلحاً لعقودٍ ضد الدولة التركية.

اعتُقل عام 1999 في عمليةٍ استخباراتية تركية دولية من تنفيذ وكالة الاستخبارات الوطنية (MIT) في كينيا، وحُكم عليه بالإعدام، قبل أن يُخفّف الحكم لاحقاً إلى السجن المؤبد. ومنذ اعتقاله، تحول أوجلان إلى رمزٍ للقضية الكردية، رغم تصنيف تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لحزبه كمنظمة إرهابية.

وتتهم تركيا حزب العمال الكردستاني بتفجيرات وهجمات إرهابية شهدتها البلاد على مدار السنوات السابقة، حيث خلفت تلك الهجمات عشرات الضحايا من المدنيين .