- الضفّة الرابعة والستون
*أحمد بغدادي
منذ اغتصاب سدّة الحكم في سورية من قبل “مافيا آل الأسد” والبلاد تنجرف نحو الخراب؛ اقتصادياً وسياسياً، وعلى كافة الأصعدة، وأهمها الجانب الذي ينظر إليه أغلب العامة (الشعوب العربية) بأنه ليس مهماً أمام الوضع الاقتصادي، وهو الميزان الاجتماعي، أي السعي نحو خراب المجتمع: “الحياة الفكرية والثقافية”، إضافة إلى استكلاب نظام الأسد على الشعب السوري لجعله شعباً مجهّلاً، وغائباً عن التطور التكنولوجي “الخدمي” الذي أصبحت دولٌ عربية كثيرة تمتلكه، ومن أبسطه التعددية الموجودة في نطاق الصحافة، والقنوات التلفزيونية، الفضائية أو المحلية؛ وذاك كان عقب حقبة الثمانينيات، أي أنّ نظام الأسد الأب عمد إلى تفعيل قاعدة “الإعماء“، كي يبقى الشعب السوري سجينَ أفكار البعث المسمومة، ويدور داخل إسطبل الأسد، بحسب ما يطمح إليه الملعون والطاغية الكبير ! وفعلاً، كل ما جاء به هذا النظام الكارثي بشقّيهِ القديم والجديد (الموروث) كان ضد مصلحة السوريين، على عكس ما يروّج له دائماً، بأنه يقود مسيرة الانفتاح والتطور، والحريات والاشتراكية، وإلخ .. من أكاذيب ودجل بمنهجية مستوردة ومدروسة من أنظمة دكتاتورية في المعسكر الأوروبي الشرقي.
إذن، لم يبقَ لهذه الأنظمة أي مسلك وذرائع لتفادي الحقائق، حيث إن الشعوب أدركت مآربها وأهدافها، وخاصةً الشعب السوري، وقد عرف الأخير أن هذا النظام لم يأسف يوماً ما على ما فعله به، وبالفلسطينيين من مقتلة شنيعة وأمميّة، مثال مجزرة أيلول الأسود مسانداً الخائن “الملك حسين” في الأردن عام 1970، ومجزرة مخيم تل الزعتر في آب/أغسطس 1976، هذا فضلاً عن المجازرة المعاصرة التي قام ويقوم بها وريث السلطة الأبله “بشار الأسد” بحق السوريين أمام العالم قاطبةً بذريعة محاربة الإرهاب وإفشال المؤامرة الكونية التي حاكها الصهاينة والغرب وأمريكا!
هنا باستطاعتنا تسمية هذا النظام كل المسميات المقذعة والقبيحة، وخاصةً نظام “الجرو الصغير” بشار الأسد، حيث إنه طوّر أساليب إجرامية خلال الثورة السورية تعدّت الوصف، واستفاد من عوامل جيوسياسية وتناطح الدول من أجل مصالحها كي يقوم بإبادة مئات الألوف من السوريين ويدمّر المدن ويهجّر الملايين، وكل هذا، ولمّا يزل هذا المعتوه جالساً فوق كرسيه (الخازوق) ويستمتع به، وكوارث عظيمة تأكل يومياً أبناء سوريا دون أن يشعر بالذنب، أو حتى يعتذر لمؤيديه الذين قد تفانوا وأبيدوا لأجله، ولم يحصلوا إلا على تعويضات سخيفة مقابل كل “قتيل” منهم؛ صندوق “متّة” .. عنزة.. خروف صغير.. أربع علب لبن مجفّف.. كيس طحين.. ومكاسب أخرى وضيعة ترقى بنظر النظام لقيمة (الشهيد الباسل) وعائلته المكلومة به!
أيها السوريون، لن ينتازل هذا النظام قيد أنملة عن وجوده، فهو عبارة عن تركيبة معقّدة مرتبطة ببعضها بعضاً، إن أزيح جحرٌ واحد من الرؤوس الكبيرة التي تسند مؤخرة بشار الأسد، سوف ينهار الهرم، ولأجل هذا، لن تتخلى ما تسمى “إسرائيل” الكيان الصهيوني السرطاني، عن بشار الأسد إلا بعد الاطمئنان على سحق السوريين جميعاً، وتدمير أوسع وأكثر من الذي حصل؛ وبدورها أمريكا وبريطانيا وبعض دول الغرب والخليج، تدعم هذه الأهداف.
هذا ما بناه الخنزير الأول مع الموساد الصهيوني وأمريكا، ليكمله ابنه الذي أصبح أكثر قذارة من أبيه، وبالتالي، كان وما زال هذا النظام من أقذر الأنظمة العالمية، وعليه؛ لن ترتاح المنطقة بأجمعها، والشرق الأوسط، إلا باجتثاثه مع حاخامات إيران، ودجاجلة (المقاومة) المتمثلة بــ حسن نصر الله، وغيره من أزلام طهران المجرمين.
نعم، كان حافظ.. حافظاً للأسف، ولم يعتذر مرة واحدة على ما فعله من جرائم بحق السوريين والفلسطينيين واللبنانيين، وكان جروه يمشي على ديدنه الخبيث!
إن هذه الأمة لن تصحو ولن تنهض إلا بخلع ومحاسبة هذه الأنظمة العميلة والخائنة، ابتداءً بآل سعود ونظام أبناء زايد الإماراتي، وكلب واشنطن “السيسي”، وهلم جرا من أنظمة الطعن والغدر كالنظام الأردني وسفاسف القوم في العراق.
وكما قال الشاعر مظفر النواب في وترياته:
سيكون خراباً سيكون خراباً
هذي الأمة لابد لها أن تأخذ درساً في التخريب !