- الضفّة الستّون
ـ
قد يبلغُ الأدبُ الأطفالَ في صغرٍ وليس ينفعهُم من بعدِه أدبُ
إن الغُصُونَ إِذا قَوَّمْتَها اعتدلْت ولا يلينُ إِذا قَوَّمْتَهُ الخَشَبُ
أبو الفضل البصري / صالح عبد القدوس – شاعر عباسي
***
أحمد بغدادي
يبدو أن جماعة الطابور الخامس الذين ينتمون إلى ما تسمى بــ “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “، باتوا يجوسون بطغيانهم في المناطق التي فرضوا عليها عنوةً، من قبل الأمريكان وحلفائهم، كأنظمة الذلّ العربية، مثل مصر والإمارات، إضافةً إلى “السعودية، البقرة الحلوب “البراغماتية”.. وهذا التآمر أصبح جلياً حتى للمجانين، بل إن الأمر وصل بهم إلى التدخّل حتى في دعم تغيير تاريخ المنطقة؛ في دير الزور وأريافها، وصولاً إلى القرى والمدن العربية في الحسكة والرقة!
والمضحك والمثير للسخرية أيضاً، أن هؤلاء “الطابور الخامس” لم يتعلّموا من التاريخ، ولم يحصدوا سوى الوهم؛ فكل حين “ينجرهم” الأمريكان خازوقاً على مقاس الحدث، أو أكبر بقليل، لكن هذه المرة، بدأ أسيادهم بإفلات الرسن لقادتهم، وترى الموالون والمنتمون لهذه التنظيمات السياسية أو العسكرية، غير الشرعية، يصفّقون ويهلهلون لأي قرار يخرج عن “الإدارة الذاتية، أو الجناح العسكري لها “قسد“!!
فمنذ أيام، أتحفتنا الإدارة الذاتية بمنهاج دراسي لا شأن له إلا بتربية من هم على غرارهم؛ أصحاب العقول المريضة، والأحلام “الميتافيزيقية “. حيث إنه (أي المنهاج) يتعدّى على الأعراف والتقاليد العربية، في المناطق التي تخضع لسيطرة هؤلاء الحيارى والمسيّرين على أجهزة التحكّم؛ ويقوم هذا المنهاج الدراسي الذي “دُبّرَ بليل” على أكاذيب وتزييف للحقائق، وعلاوة على أنه منهاج لا يصلح إلا لتغليف “سندويشات الفلافل“، يرى فيه المتآمرون خطوة إيجابية من قبل سَفاسف الإدارة الذاتية !
إن ما أقدم عليه هؤلاء المنفصلون عن الواقع، بوضع منهاج دراسي قسري، وفرضه بالقوة كي يبثّوا سموم البعث من جديد، لكن بطريقة أمريكية صهيونية، تتعدّى أحلام حافظ الأسد ووريثه بضرب وتجهيل أجيال بريئة، لن يمرّر مرور الذئب بالقطيع دون محاسبة، أو مساءلة عمّا يصبون إليه، وحتى إن قاموا بتمرير بعض الأجندات بقوة السلاح، سابقاً، سوف تثور العشائر العربية الحرّة لدرء هذه الآفة الخبيثة، التي تحاول قوات سوريا الديمقراطية” قسد” بنشرها بين أبناء العشائر والعرب، لطمس هوية المنطقة وتنفيذ مخططات الغرف السوداء في “تل أبيب” وواشنطن!
ومن يقول إن هذه مبالغة، بأن للصهاينة اليهود والمخابرات الأمريكية صلة بتحركات الأكراد (القادة العسكريين والسياسيين)، فليقرأ التاريخ جيداً، وخاصةً التاريخ المعاصر، ويرى نتاج حافظ الأسد وابنه في المنطقة، ولمن تصبّ كل هذه الأفعال والنتائج، وفي مصلحة من؟
المساكين، جماعة الطابور الخامس، إلى الآن يظنون بالأمريكان الظنون الحسنة، وقد جاء إليهم الآن مشغلون آخرون، كالإماراتيين والمصريين، بقيادة كروش ومؤخرات آل سعود، وبهذا، سوف تشتعل منطقة “روج آفا” قريباً، وتلك هي الآفة!
فإن هؤلاء المشغلين يتراكضون بكل جهد لتوريط تركيا في حرب استنزاف أو إدخالها إلى مستنقع لا تخرج منه إلا بتنازلات كبيرة و رضوخ لسياسات أمريكا، وهذا ما تفهمه جيداً أنقرة، لذلك، قد ناصب لها العداء أمراء وملوك البعر والروث، عملاء البيت الأسود وماسحي حذاء نتنياهو!
– جنولوجيا… على قدمٍ وساق يجيءُ الخَطَلُ والجنونُ، والجنوحُ نحو الغباء.. فهل هؤلاء مصابون بعطل تاريخي أو حضاري؟
يسعون إلى دسّ مصطلحات وأقاويل باطلة في كتب الطلبة، ورمي المقولات الخالدة لسيدهم ” عبد الله أوجولان” ذي التناص الأخلاقي مع الأنبياء كما يدّعون!
والأجمل في الهبلِ والانسلاخ عن العقل، أن الحجم الجغرافي لــ كردستان” في كتاب الجنولوجيا الأسطوري هو 530.000 كم²، حيث قضموا الأراضي العربية وغيرها أكثر من الاستعمار ونوايا بشار الأسد وأسياده!!
نحن لا ننكر حقوق أي شعب، وكل شعب له حضارته وثقافته وفكره، لكن هذه المسلّمات والحقوق، لا تأتي على حساب شعوب أخرى، وثقافات وعادات وتقاليد أناس آخرين، وهم السكّان الأصليون لهذه الأراضي منذ ألوف السنين؛ لذا، لا يتوجّب على أصحاب المشاريع “الجنولوجيّة” أن يجنّوا أكثر، وعليهم معرفة حقوق غيرهم واحترامها، قبل تنفيذ أجندات الأعداء واحتراف السير في ركب الدسائس والمؤامرات، الديمغرافية والسياسية!
وأخيراً، لقد كان عليهم أن يضعوا مصطلحاتٍ أخرى، تدلّ على تغريدهم خارج السرب الوطني والمشروع الحقيقي لأبناء سوريا الأحرار ببناء بلد لكل المكونات السورية، بعد أن أنهكته المؤامرات والاحتلالات والقتل والتهجير بواسطة الدكتاتور بشار الأسد، وأذنابه وحلفائه، وعملاء الغرب!
مثلاً؛ ثرودلوجيا: وذلك دلالةً على أنهم يثردون خارج الصحن!
قسدولوجيا: وإن دلّ هذا المصطلح فإنه يدلّ على انتهاكات هذا الفصيل وتآمره على الأكراد الأحرار قبل العرب.
طوبزولوجيا: يطلق هذا المصطلح على الذين ينحنون بمؤخراتهم لكل محتل وغازٍ .. ومتآمر على الشعب السوري.
جحشولوجيا: هذا مصطلح خاص بقادة الإدارة الذاتية.
كلاشولوجيا: مصطلح يضرب به المثل لأصحاب الوجوه الوقحة من شيوخ العشائر المتواطئين مع مشاريع قسد والنظام التخريبية.
إيرولوجيا: أما هذا المصطلح، يستخدم فقط للذين عقمت نساؤهم عن إنجاب شرفاء يدافعون عن الثورة وعن وحدة سورية وحقوق أبنائها.