فرات بوست / أخبار / متابعات
تشهد محافظة دير الزور حالياً حالة من الهدوء والاستقرار، بعد أيام من المعارك العنيفة والقصف المتبادل بين جيش العشائر المدعوم من النظام السوري وقوات “قسد” على الضفة الشرقية لنهر الفرات. تلك الاشتباكات أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة بين المدنيين.
ورغم نفي كل من إبراهيم الهفل، قائد جيش العشائر المدعوم من النظام السوري، وهاشم السطام، أحد قادة الميليشيات الإيرانية وقائد ميليشيات “أسود العكيدات”، التوصل إلى هدنة بين الطرفين، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى توقف المعارك. جاء ذلك في أعقاب تقارير تحدثت عن هدنة بوساطة روسية بين قسد والنظام السوري، جرت في مطار القامشلي وأسفرت عن فك الحصار الذي فرضته قسد على المربع الأمني في القامشلي والحسكة.
مصادر متعددة في محافظة دير الزور أكدت لـ فرات بوست أن هناك عدة عوامل ضغطت على النظام السوري وجيش العشائر لوقف الهجمات على نقاط سيطرة قسد، من أبرزها تراجع الحاضنة الشعبية لما يسمى “جيش العشائر”.
سكان المناطق التي تسيطر عليها قسد اتهموا الجيش بالتعاون مع النظام السوري والميليشيات الإيرانية، والتنسيق معهم وتلقي الدعم بالسلاح والمال. ورغم نفي الجيش لتلك الاتهامات، إلا أن مقاطع فيديو متداولة أظهرت مشاركة مقاتلين من الميليشيات الإيرانية في الهجمات، من بينهم هشام السطام ومجموعاته، الذين يشرفون على التجنيد لصالح الحرس الثوري الإيراني.
فيما يرى سكان المناطق الخاضعة لسيطرة قسد، والذين يشكلون الأغلبية المعارضة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية، أن هذه الهجمات تخدم المشروع الإيراني في المنطقة. الهدف من هذه الهجمات، حسب الأهالي، هو توسيع السيطرة الإيرانية على مناطق يسكنها الآلاف من معارضي النظام السوري، وبالتالي استكمال مشروع القضاء على وجود المعارضة وضم المنطقة إلى ما يسمى بـ“الهلال الشيعي”.
مواد ذات صلة:
“الهفل” يرفض الهدنة مع “قسد” وميليشيا الباقر “تثأر” لعناصرها في دير الزور
الضغوط الشعبية المعارضة لهذه الهجمات لم تقتصر على مناطق سيطرة قسد، بل شملت أيضاً سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، التي تنطلق منها الهجمات على نقاط قسد. قوات قسد ردت على هذه الهجمات بقصف عشوائي أدى إلى خسائر في الأرواح، كما حدث في الميادين والبوليل وبقرص والقورية والكشمة.
الهجمات على نقاط قسد، والقصف العشوائي المتبادل بين الطرفين، سواء كان مدفعياً أو باستخدام الطائرات المسيرة، أدت إلى نزوح عشرات العائلات من الأحياء الواقعة قرب نهر الفرات إلى مناطق أكثر أماناً داخل سوريا، مثل دمشق وحلب.
بالإضافة إلى ذلك، انشغلت قيادة جيش العشائر بمراسم عزاء، حيث سافر هاشم السطام وعدد كبير من مقاتلي اللواء إلى دمشق، وكذلك إبراهيم الهفل للقاء وجهاء مقربين من النظام السوري. كما أن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني انشغلا بتوترات على جبهات أخرى، مثل الجولان ولبنان، في ظل تهديدات متواصلة بالرد على اغتيالات قادة إيرانيين من قبل إسرائيل، ما دفع الحرس الثوري الإيراني إلى تفضيل عودة الهدوء مؤقتاً في محافظة دير الزور.