منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قراره سحب قواته من سوريا، حتى تعالت الأصوات المنددة والمحذرة من خطورة هذا القرار على “وحدات حماية الشعب” الكردية، وعلى مستقبل الأكراد في المنطقة بشكل عام.
ورغم أن الكثير من مراقبي الشأن السوري أشاروا إلى تداعيات هذا القرار ونتائجه وتأثيراته، ومن بينها إمكانية انسحاب “قسد” التي تشكل “الوحدات” الكردية العمود الرئيس لها، وتسليم المناطق التي سيطروا عليها عقب طردهم “تنظيم الدولة” لقوات النظام، إلا أن الأغلبية أغفلت أحد أخطر النتائج في حال تنفيذ “قسد” تهديدها هذا، وانسحبت من ريف دير الزور والرقة و منبج.
المناطق السابقة الذكر تضم بين سكانها الآلاف من المعارضين لنظام الأسد، بينهم عدد كبير من المنشقين عن قواته، وهؤلاء سيكونون لقمة سائغة للنظام، وبالتالي إمكانية أن يكونوا مشاريع شهداء في حال تمكن النظام من الوصول إليهم واردة جدا.
هذا الأمر يشمل مناطق “الإدارة الذاتية” الكردية في القامشلي أيضاً، والتي يمكن أن تعقد فيها “الإدارة” الكردية صفقة مع الأسد لتقاسم السلطة فيها أيضاً، أو لتسليمها المنطقة بشكل كامل، وهي (القامشلي) بدورها تضم عدداً كبير من المعارضين والمنشقين والمطلوبين للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية في صفوف قوات النظام.
الجانب الآخر الخطر من تأثيرات تسليم “قسد” مناطق سيطرتهم لنظام الأسد، ما يترشح من أنباء عن نية “قسد” كذلك تسليم النظام جميع المعتقلين لديها سواء من السوريين أو من جنسيات عربية وأجنبية، مع الإشارة إلى أن عدد كبير من السوريين المعتقلين في سجونها هم من المعارضين للنظام، ولا يستبعد تسليمهم لمخابرات الأسد أسوة بما فعلته “الوحدات” الكردية في وقت سابق إبان معركة عفرين، عندما سلمت بعض المعتقلين السوريين لديها للنظام.
من مخاطر تهديدات “قسد” وقيادته الكردية بتسليم مناطقها لنظام الأسد، هو إمكانية دخول الميليشيات الشيعية الطائفية التابعة لإيران إلى ريف دير الزور وغيرها من المناطق، ومن ثم القيام بعمليات انتقام طائفية وقتل على الهوية، خاصة في ريف دير الزور الشرقي.
ومما يجدر الإشارة إليه أيضاً، حال المقاتلين العرب في صفوف “قسد” وهؤلاء منقسمون ما بين موالين للنظام، وآخرون معارضون له، وهم (المعارضون) بدورهم معرضون لمخاطر جمة في حال قررت “قسد” تسليم مناطق سيطرتها لقوات الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له، مع الإشارة إلى أن جميع المقاتلين العرب في صفوف “قسد”، ليس بإمكانهم الهروب إلى مناطق شمال سوريا الخاضع للمعارضة، رغم أنه الخيار الوحيد تقريبا لهم، لأنهم مطلوبون من قبل الفصائل السورية المعارضة والقوات التركية في المنطقة.
162