فرات بوست: أخبار | تقارير
كشف تقرير استخباراتي أمريكي مشترك، أُعد بتكليف من الكونغرس، عن استمرار “تنظيم الدولة” في تمثيل تهديد جوهري رغم تراجعه الظاهري، مُحذراً من تحركاته لإعادة تشكيل بنيته عبر استغلال الفراغ الأمني في سوريا ما بعد نظام الأسد.
وأعد التقرير من قبل مفتشو العموم في وزارتي الدفاع والخارجية، بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مُسلطاً الضوء على التحديات الأمنية المتفاقمة في المنطقة.
وأكد التقرير أن عملية اغتيال عبد الله مكي مصلح الرفاعي – الرجل الثالث في التنظيم والمسؤول عن التخطيط للهجمات الخارجية والتمويل – في مارس الماضي بمحافظة الأنبار العراقية، كانت الضربة الأكثر تأثيراً خلال الفترة المشمولة بالتقرير، متوقعاً أن يعيق فقدانه قدرات التنظيم التشغيلية لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
وأشار إلى تقديرات أممية سابقة تضع عدد العناصر النشطة للتنظيم في العراق وسوريا بين 3 آلاف و5 آلاف عنصر، رغم عدم إيراد أرقام دقيقة، لافتاً إلى أن وكالة استخبارات الدفاع (DIA) أكدت تراجع قدرات التنظيم في العراق بسبب الحملات الأمنية المكثفة، بينما لم تُسجل القوات الأمريكية تطوراً ملحوظاً في قدراته الهجومية بسوريا.
- وأضاف التقرير أن الاحتياطي المالي للتنظيم تقلص إلى أقل من 10 ملايين دولار، معظمها في العراق، مشيراً إلى جمع ما يقارب 8 ملايين دولار خلال 2022 عبر فديات الخطف والتبرعات، مما يعكس تحولاً في آليات تمويله.
وحذر من استغلال التنظيم للانقسامات السياسية والضعف الأمني في سوريا، حيث أكد مواصلة “قسد” عرقلة محاولات إعادة التنظيم في الرقة ودير الزور، لكن النشاط الخفي لا يزال قائماً.
مواد ذات صلة:
استراتيجية جديدة لـ “تنظيم الدولة” في البادية: تهديدات خفية وتكتيكات بين الانسحاب والتصعيد!
وفي السياق ذاته، لفت إلى تركيز الحكومة السورية الجديدة على توحيد الفصائل تحت سلطتها، مقابل محدودية إمكاناتها في مواجهة الإرهاب، ما قد يستدعي دعماً دولياً، خاصة بعدما أحبطت قوات الأمن السورية محاولة تفجير ضريح السيدة زينب في دمشق، لكن قدراتها الوقائية “لا تزال بحاجة إلى تطوير”.
واختتم بالتأكيد على الحاجة إلى تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لمنع استعادة التنظيم لقدراته، خاصة في ظل البيئة الهشة التي تتيح تحالفات غير متوقعة وتنامي التهديدات الخفية.